تقدم المواطن علي بن سعيد علي القحطاني (48 عاما) بشكوى إلى هيئة مكافحة الفساد ضد كل من وزارة الصحة ومدينة سلطان الطبية، وذلك تجاه ما اعتبره إهمالا في حالته الصحية منذ أن وقع عليه حادث مروري برفقة عائلته في تاريخ 24 / 5 / 1435، ما نتج عن ذلك تعرضه لعدة كسور في اليد اليمنى، وهي الأكثر مع تفتت في العظام وإصابة العصب الناصف وفقدان الأنسخة الرخوية، هذا بالإضافة إلى عدة كسور في الأضلاع والفخذ والساق وكعب الرجل وكلها في الجهة اليمنى، وكذلك كسور في منطقة الصدر. وطالب القحطاني في شكواه بضرورة نقل علاجه من مدينة سلطان الطبية إلى أي مركز أو مستشفى متقدم، وذلك لعدة أسباب أبرزها إهمال العلاج في تأهيل اليد اليمنى وكذلك زراعة الأسنان التي فقدها أثناء الحادث.
حادث أليم
يقول القحطاني لـ«الوطن»: خرجت من الغيبوبة بعد شهر ونصف وأنا على سرير بمستشفى عسير المركزي، ولم أكن على علم بما حدث لأسرتي إلا أنني نسيت كل آلامي عندما علمت أنهم كلهم أحياء، لأكتشف لاحقا عدد الإصابات والكسور التي لحقت بي جراء الحادث الأليم. ومن ثم أجريت لي أكثر من 13 عملية في اليد اليمنى والرجل اليمنى، وبقيت في المستشفى لمدة عام كامل، وكنت متخوفا من بتر اليد اليمنى لولا الله ثم تدخل الاستشاري الدكتور حسان محمد سعادة.
معاناة المراجعة
تحدث القحطاني عن معاناته مع المراجعة لاستكمال علاجه في مدينة سلطان الطبية التي أحيل إليها بغرض العلاج التأهيلي وزراعة الأسنان. وأضاف: «على الرغم من الأوامر التي صدرت لعلاجي وصرف مستحقات مالية لتغطية هذا العلاج إلا أن الواقع كان مخالفا لتوقعاتي وتوقعات عائلتي، بحيث لم يستمر معي العلاج التأهيلي سوى 3 أسابيع فقط، ثم فوجئت بأن المدينة لم توف لي بعلاج أسناني التي فقدتها في الحادثة، إذ إنهم وعدوا بزراعة كافة الأسنان التي سقطت ولكن للأسف لم تتم الزراعة إلا لـ4 أسنان فقط، على الرغم من أن التكلفة التي وردت في الخطاب المبدئي كانت 101.300 ريالا، فكيف يعقل أن زراعة أسنان تكلف 118 ألف ريال، ولذلك تقدمت إلى هيئة مكافحة الفساد لأن المدينة لم تتكفل بكافة الوعود التي ذكرتها في خطاباتها بعلاجي تأهيليا وكذلك علاج أسناني.
وذكر القحطاني أنه من ضمن المتضررين نتيجة النظام المعمول به في المدينة بحيث يكون التنويم لمدة 3 أسابيع فقط، بعدها يعطى تقريرا عن حالته سواء لاستمرار العلاج ضمن مواعيد متفاوتة الزمن، وفي النهاية ترفض الحالة بعد عدة أشهر من المراجعات.
اعتذار وزارة الصحة
يقول القحطاني إنه اشتكى أيضا من تعامل وزارة الصحة مع حالته إذ اعتذرت الهيئة الطبية العليا عن علاجه في الخارج على الرغم من حاجته لذلك، مبررة اعتذارها كما ورد في أحد الخطابات (التي تحتفظ الصحيفة بنسخ منها) بأن علاج الحالة يوجد في الداخل، مع العلم أن المدينة اعتذرت عن العلاج ولم تكمل علاج الأسنان، بالإضافة إلى اعتذار مدينة الملك فهد الطبية وكذلك مستشفى الملك فيصل التخصصي. وتساءل المواطن القحطاني: إذا كانت الهيئة الطبية قد رفضت علاجي بحجة توفره في الداخل، فأين هذا العلاج؟ ولماذا لم تعطن الفرصة لكي أحصل على العلاج في دولة أخرى طالما أن كل هذه الجهات اتفقت على رفض حالتي، وكلنا نعلم أنه من حق المواطن العلاج سواء داخل المملكة أو خارجها حسب حالته؟ فلماذا لم أحصل على العلاج اللازم داخل المملكة، ولم أحصل أيضا على الفرصة للعلاج في الخارج مثل ما يحدث مع بعض المرضى الآخرين؟
وطلب القحطاني من الجهات المختصة والمعنية ومن بيده الأمر، أن ينظر في قضيته بعين العدل، وألا تذهب كل هذه السنوات التي قضاها بحثا عن العلاج أدراج الرياح. وأضاف: أصبحت الآن معاقا فالتأهيل الذي استحقه لم أخضع له نتيجة رفض علاجي في الخارج منذ أكثر من عامين، ولو أنني حصلت على تلك الفرصة لربما ذهبت كل الآلام التي أعاني منها الآن. وأضاف: أطالبهم بمنحي فرصة العلاج بأي شكل من الأشكال فيدي اليمنى لم تعد تتحرك حتى بعد إجراء العمليات، وكذلك قدمي اليمنى، كما أطالب باسترجاع كافة المبالغ التي صرفت لعلاجي من قبل الذين ادعوا أنهم عالجوني، وذلك لكي أتمكن من زراعة الأسنان والعلاج التأهيلي في أي مكان متقدم آخر.
شكوى المريض إلى نزاهة
* المريض يحتاج العلاج في تأهيل اليد اليمنى وزراعة الأسنان
* الصحة ترفض علاجه في الخارج بحجة أنه متوفر في المملكة
* اعتذار عدد من المستشفيات عن الحالة
* إحالة المريض إلى مدينة سلطان الطبية وخضوعه للعلاج لـ3 أسابيع فقط
* زراعة 4 أسنان فقط بمبلغ 118 ألف ريال
* خروج المواطن من التنويم والتزامه بجدول مواعيد متفاوتة
نفي الاعتذار
للاستفسار عن حالة القحطاني تواصلت»الوطن» مع مدينة سلطان الطبية، حيث نفت أنها اعتذرت عن تقديم الخدمة العلاجية للمريض، قائلة إن ملفه منظور لدى الإدارة المختصة (وزارة الصحة)، وأن علاجه مستمر في المدينة حتى الآن، ولديه موعد مسجل بتاريخ 13 من الشهر الجاري لعام 2017.