يحتاج برشلونة إلى ثورة فنية تعصف بالاستحواذ، وتُشبّب الفريق كما فعل زيدان بالريال. خسر البرشا وسيخسر، لأنه يهاجم بأسلوب كلاسيكي بطيء، بينما أصبح الريال يلدغ من أسرع وأقصر طريق.
هذا الاستهلال العالمي له علاقة بالهلال والحبسي ودياز، بل بالنصر والأهلي والاتحاد والشباب. هذه الفرق تدافع بالهجوم، فتريح دفاعها من الضغط، بالضغط على المنافس.
الهلال كبيرها بهذا النهج الفني، فمدربه دياز هجومي من رأسه إلى أخمص قدميه، ولذلك حين أجبره اللاعب الرابع الآسيوي في دوري آسيا على الاختيار بين مهاجم وحارس، اختار دون تردد المهاجم.
ضجّ هلاليون وسواهم بهذا، ولكنهم لم يضعوا الأمر في نصابه، فدياز لم يرفض الحبسي، لكنه فضّل المهاجم عليه، فضّل من يسجل الأهداف على من يصدها، هذا هو الأمر ببساطة.
أتفهّم من يعارض هذا الاختيار، إن كان غير مقتنع بماتياس أو خربين، لكن أن تكون مقتنعا بفاعلية المهاجم ثم تطالب بالحارس، فأنت تختار الاسم على الفعل.
الاختيار مغامرة، فقد يكون خربين أو ماتياس في آسيا الورقة الرابحة، وقد يخذلا مدربهما. من وجهة نظري، الاختيار منطقي، فلا أحد يختار حارس مرمى على حساب هدّاف، أقول هذا وفي اعتباري أن المعيوف لا يُخيف، إذ لو كان يُخوّف قلت إن الاختيار مجنون.
بعد آخر مرة فاز الهلال ببطولة آسيوية 2002 لم يقترب منها كما كان أمام سيدني، فمن خذله؟ ليس حارس المرمى الذي لم يتلق في 180 دقيقة سوى هدفا واحدا، بينما عجز مهاجمو الهلال السعوديون والأجانب عن تسجيل هدف واحد ولو تسللا. اختيار دياز واقعي إلا إذا خذله المهاجم.
كل المدربين المتنافسين على دوري جميل سيفعلون ما فعله دياز، فهم مثله صفر على الشمال في التنظيم الدفاعي، وحراس المرمى سينقذونهم من الأهداف، ولكن المهاجمين سينقذونهم بالأهداف، كما حدث للهلال أمام التعاون، وللنصر أمام الفيصلي. وقد يخذلهم الحراس والمهاجمون كما حدث للأهلي والاتحاد والشباب، هذا الخلل الفني بين الدفاع والهجوم للمتنافسين، يتيح الفرصة للمدربين الآخرين للظفر بالنقاط، خلال غلق الملعب والارتداد السريع.
هل سيحدث هذا للهلال في آسيا؟
دياز حبس الحبسي، ولكنه أطلق خربين وماتياس.