رصد الناقد والباحث في التاريخ الثقافي حسين بافقيه ما سماه «استجداء» بعض الكتاب والمثقفين السعوديين قبل 70 عاما الكتاب العرب للكتابة عن نتاجهم، غير أن الوضع تغير لاحقا بإثبات الكاتب والمثقف السعودي مكانته، مشيرا إلى «العقوق» تجاه بعض الأسماء التي أنصفت أدباء المملكة.
جاء ذلك في محاضرة لبافقيه بنادي المدينة المنورة الأدبي مساء الأربعاء حملت عنوان «الكتابات العربية المبكرة عن الأدب في المملكة العربية السعوديه» قدم لها الدكتور أبو الفرج العسيلان.
ملامح انطلقت من الحجاز
قال حسين بافقيه، إن بدء تكون ملامح الثقافة في السعودية بدأ في الحجاز، خاصة بسبب توافد الحجيج إليها من مختلف أنحاء العالم، ومنهم الأدباء والمفكرون الذين يسألون بدورهم عن إنتاج مفكري الحجاز ليطلعوا عليه، لافتا إلى انقطاع النتاج الثقافي من الجزيرة العربية حتى ظهور الدولة الوطنية الحديثة. وأشار با فقيه إلى عدة كتاب و مفكرين أنصفوا الأدب السعودي، ذاكرا منهم طه حسين، واصفا إياه بأنه أول أديب عربي يكتب عن الثقافة والأدب في المملكة، وقال قولا منصفا: «إن الادب في الحجاز مولع بالمحسنات البديعية، وأدب نجد يسير على نهج الأدب في العراق»، ومحمد السنوسي الذي ذهب إلى أوروبا وعاش صدمة حضارية هناك قبل أن يحط رحاله في مكة والمدينة، وكتب بعد ذلك مرجعا للثقافة في الحجاز، أما عائشة عبدالرحمن «أديبة وناقدة مصرية» فسكنت الحجاز،و زارت القطيف حيث عاتبها الأدباء هناك بقولهم، إن الأدباء المصريين لا يهتمون إلا بأدبهم وأدبائهم، إضافة إلى كتابات أحمد أبو بكر إبراهيم، والعلامة أبن التلاميذ الشنقيطي، وعبدالجليل برادهة.
براءة من الاسترزاق
في ليلة وصفت من قبل جمهور أدبي المدينة المنورة بـ «ليلة الوفاء والعرفان لقامات أحسنت إلى أدبنا»، ذكر بافقيه اسم عبدالمنعم خفاجي ضمن الكتاب الذين تناولوا الإنتاج في السعودية، وقال عنه إنه يبرئ ساحته، فكتبه تكاد تكون خاصة بأدباء الحجاز، وأنه فعل ذلك بغرض المحبه لا غرض الاسترزاق، بعكس ما يحدث بعد ذلك، حيث إن البعض أصبح يكتب ويؤلف لغرض الاسترزاق. كما أشار با فقيه إلى مرحلة الطفرة التي أسست فيها الأندية الأدبية منتصف السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، وانتقد بعض الأندية التي تطبع كتبا لأدبائها دون المتوسط فنيا، مبديا غضبه من رؤساء الأندية الذين ينشرون كتبا ألفت عنهم على نفقة النادي.