تكتسب منطقة الحدود الشمالية أهمية قصوى لدى الدولة، فهي إحدى المناطق الخمس المستهدفة بالتنمية الشاملة، وتحت أرضها يتوافر أكبر احتياطات العالم من الفوسفات والغاز في منطقة حزم الجلاميد بمحافظة طريف، وتعمل الدولة على استثماره، إذ رصدت 26 مليار ريال لإنشاء مدينة صناعية، واقتربت اليوم من إنهاء سكة حديد تربط الحدود الشمالية بالمنطقة الشرقية ثم منطقة الرياض، مما سيجعل المنطقة في حالة ازدهار اقتصادي من جراء نقل الفوسفات وإقامة مصانع مرادفة للصناعات التحويلية لهذا الخام، كما أن في منطقة الحدود الشمالية كثيرا من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصر ما قبل الإسلام في محافظتي عرعر وطريف، وتشاهد في الأساسات الجدارية في قصر «دوقرة»، كذلك مواقع أثرية في رفحاء ولينة.

وترجمت الدولة اهتمامها الكبير بهذه المنطقة، بإنشاء جامعة شاملة تخدم العاصمة ومحافظاتها ومراكزها والمناطق القريبة منها، وأطلقت الحلم الأكبر للمنطقة، وهي المدينة الاقتصادية «وعد الشمال» التي ستوفر نهضة اقتصادية كبرى، وسيُجلب إليها رأس مال محلي وأجنبي يسهم في دفع عجلة الاقتصاد والناتج المحلي، ومعه ستتوافر عشرات الآلاف من الوظائف التي تناسب كل التخصصات.

ولعل من يُمن الطالع لهذه المنطقة، وتأكيدا على الاهتمام بها، تعيين أمير شاب يحمل في نفسه هدفا ورسالة ورؤية لهذه المنطقة، قالها في أكثر من مناسبة «أتيتُ لأُحقق تطلعات ولاة الأمر في خدمة هذه المنطقة وخدمة ساكنيها وزائريها والمستثمرين فيها». وسيعين الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، أمير منطقة الحدود الشمالية وجود رؤية وطنية واضحة المعالم محددة المحاور، ذات مؤشرات أداء دقيقة، وخطط زمنية مرحلية، على 5 سنوات لكل مرحلة، وهي الرؤية الوطنية 2030، مع مبادرات زمنية دقيقة أطلقتها جميع الوزارات والهيئات الحكومية، لتحقيق ما ورد في الرؤية.

إن مع العزيمة والإصرار وصدق النوايا والأخذ بالأسباب التي عرفناها من الأمير في أكثر من لقاء، سنقول قريبا: لا مستحيل مع همة الشباب المطعمة بأهل الخبرة داخل المنطقة وخارجها، من لجان وفرق عمل شكلها الأمير لتحقيق تطلعات الدولة في تنمية شاملة لأرجاء الوطن.

ختاما.. إن هذه المنطقة في حاجة إلى التفاتة مماثلة للقطاع الخاص الذي يعول عليه كثيرا في مستقبل الوطن، كي يسهم مع الدولة في تنميتها، فالاستثمار فيها مؤكد النجاح والأرباح، لأنها أرض بكر، ستستوعب كل النشاطات ومجالات العمل.