يتداول الناس بين حين وآخر صور عفوية بسيطة لبعض السياسيين في العالم، وتحديدا الزعماء والرؤساء الأميركان والأوروبيون. توهُّما بصدقية هذه الصور!
خذ عندك: صورة لرئيس وهو يقف أمام جهاز صراف آلي لاستلام راتبه!
صورة لرئيس آخر وهو يستخدم المترو مع الناس!
صورة لرئيس سابق وهو يتسوق في «سوبر ماركت»!
صورة لوزير مالية وهو يذهب إلى وزارته على درّاجة!
صورة لرئيسة دولة وهي تقف في طابور!
وبين هذه الصور صور كثيرة مماثلة لسياسيين آخرين ورؤساء أحزاب وبرلمانات وسفراء وغيرهم. كلها -وهذه على مسؤوليتي الشخصية- «كذب في كذب في كذب»!
وما هي سوى «بروباقاندا» مفضوحة لغرض معين. إما لتحسين الصورة، أو بهدف استباق حملة انتخابية، أو لأغراض حزبية وسياسية!
بمعنى آخر: بث صورة غير موضوعية بهدف التأثير على آراء الناس.
أتفهم الأمر تماما حينما يتناقل غير المختصين، وغير العالمين ببواطن الأمور وخلفياتها مثل هذه الصور، ويعلقون عليها بإعجاب. لكن حينما يروج لها رجل دبلوماسي، ومثقف نخبوي، وكاتب مخضرم، مثل الزميل الدكتور «عبدالعزيز الصويغ»، فهذا أمر غير مقبول!
بالأمس القريب، يكتب الزميل «الصويغ» ممتدحا صورة مواطن نمساوي من أصل جزائري، وهو يتلقط صورة «سيلفي» مع الرئيس النمساوي، في أحد الباصات، وسط الناس!
والصويغ أول من يعلم علم اليقين أن الرئيس النمساوي أو الأوروبي أو الأميركي لا يستطيع التحرك حركة واحدة دون تنسيق مسبق وأجهزة أمنية وحماية سرية.
كلنا نعلم أن السياسيين في جميع دول العالم عرضة للأذى. من حدود المضايقات، إلى حد الاغتيالات، وليس من حق الرئيس أبدا أن يتحرك كيفما يشاء، أو متى شاء!
ثم يأتي من يُعجب بهذه الصور المزيفة التي تقذفها ماكينات إعلامية غربية محترفة، ويطالب الرؤساء والسياسيين العرب بالخروج إلى الشارع والسير وسط الناس. هذا أمر مضحك. لا يمكن أن يحدث ذلك إلا في الأحلام!
أرجو أن أكون قد استطعت تغيير بعض قناعاتكم هذا الصباح. لذلك لا تصدقوا كل ما ترونه أمامكم!.