كشف الخبير في تقنيات الإصحاح البيئي الدكتور جمال أحمد جمال الدين، عن توجه المملكة لتصنيع وحدات متكاملة لمعالجة مياه الصرف الصحي، تعتمد على نظم معالجة بيولوجية لإعادة استخدامها مما يساهم في إيجاد مصدر جديد للمياه، والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية، والحد من التلوث الناتج عن مياه الصرف، وتعادل الوحدة الواحدة لاحتياجات معالجة مياه الصرف الصحي من منزل إلى 15 منزلا، تنقية من ألف إلى 15 ألف لتر في اليوم «من متر مكعب إلى 15 متر مكعب».

 

معالجة بيولوجية

أضاف جمال الذي كان يتحدث أول من أمس في محاضرة بعنوان «الإصحاح البيئي وأهمية معالجة مياه الصرف الصحي في واحة الأحساء» بمقر المؤسسة العامة للري إلى أن فكرة الوحدات هي معالجة المياه بالبكتيريا الطبيعية معالجة بيولوجية تزيل كل المواد العضوية من الماء بدون استخدام المواد الكيميائية، موضحا أنه عند دخول المياه غير المعالجة للوحدة تتم عملية التهوية بزيادة الأكسجين في الماء للمزيد من البكتيريا التي تقوم بعملية هضم المواد العضوية وهذه العملية تتم على عدة مراحل متتالية، وبعد المعالجة يتم التخلص من الروائح الكريهة، ومن ثم تتم عملية تعقيم المياه المعالجة باستخدام جهاز الأشعة فوق البنفسجية المدمج داخل وحدة المعالجة لضمان الحصول علي مياه خالية تماما من أي ميكروبات أو بكتيريا وإعادة استخدامها للري بأمان تام.



الحلول المستدامة

قال جمال الدين إن «الاتجاه السائد حاليا، يهدف إلى عدم التخلص من المخلفات السائلة عشوائيا، بل إعادة استعمالها بعد معالجتها في مراحل تمنع حدوث أي ضرر من استعمالها وبطريقة آمنه تماما، لذلك فالحلول المستدامة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مواقعها تعني توفير الجهد والمال والحد من المخاطر البيئية المحتملة، وتفادي الإنفاق الهائل على مشروعات الصرف الصحي العملاقة والوصول إلى نتائج من مياه معالجة يسمح باستخدامها الآمن في الزراعة»، مشيرا إلى أن الاختبارات العلمية والمخبرية تشير إلى جودة المياه من خلال التحليل المختبري الدوري وعلى فترات مختلفة وبشكل مستمر إضافة إلى زراعة بعض النباتات الورقية، وتم تحليلها وكانت النتيجة ممتازة وآمنة للاستخدام وخالية من أي تلوث مائي.

  الثروة الحيوانية

أوضح جمال الدين أن معالجة مياه الصرف لها مزايا أخرى من أبرزها حماية الثروة الحيوانية المائية من  الملوثات، ومنع انتشار الأمراض، ومنع الترسبات الملوثة ضمن المسطحات المائية، ومنع الأذى والإزعاج الناجم من النزح وشفط البيارات، وحماية المصادر المائية الجوفية من الملوثات الناجمة عن تسرب مياه الصرف الملوثة إلى باطن الأرض. وأكد أن استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة أمر بات ضروريا في المواقع ذات الموارد المائية القليلة لري المحاصيل والحدائق والملاعب، لافتا إلى أن هناك وحدات معالجة لا تحتاج مساحات كبيرة من الأرض مقارنة مع طرق المعالجة الأخرى بل لا تتعدى 10% من المساحة وهي كفاءة عالية في المعالجة ولا تحتاج عمالة كثيرة أو ماهرة للتشغيل والصيانة ولا تتطلب صيانة كبيرة وتشغيلها بسيط وبعيد عن التعقيدات ولا تؤدي إلى انتشار الروائح وتجمع الحشرات.