هزت العاصمة صنعاء أمس، جريمة قتل نفذها قيادي حوثي ضد طليقته وأمها في أحد شوارع العاصمة، وأمام مرأى من الناس، دونما تدخل من أحد لإنقاذهما، في وقت تحدث شهود عيان عن أن الجاني نفذ جريمته، وقام بخطف الطفلة الصغيرة والهرب بها، دونما رقيب أو محاسب.
يأتي ذلك، فيما صرح مصدر داخل العاصمة، بأن معدلات الجريمة داخل المدينة أصبح مرتفعا بشكل كبير جدا، ولم تشهد له العاصمة مثيلا، وذلك في ظل ادعاء الحوثيين فرض سيطرتهم الأمنية على المواقع التي يسيطرون عليها، مشيرا إلى أن الواقع على الأرض يكذب جميع تلك الادعاءات.
وأضاف المصدر «قبل عدة أشهر، تم إطلاق النار على أحد أطفال دار الأيتام، وبعد القبض على الجناة واستكمال إجراءات التحقيق، تم تحويل الجناة إلى الجهات القضائية المختصة، إلا أنه لم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم، رغم اعترافهم بالجريمة» مشيرا إلى أن الجناة الموالين للانقلابيين لا يمكن اتخاذ أي إجراء بحقهم.
التغاضي عن الجرائم
أكد المصدر أن المدعو أسامة عبدربه مرعي، أقدم على قتل شاب عشريني عمدا أمام أخته وزوجته، في شارع هائل جوار جامع بلال، وتم توثيق الحادثة بالفيديو، عندما كان المجني عليه يشرع في إسعاف زوجته إلى المستشفى وهي في حالة مخاض الولادة، قبل أن يقوم القاتل بإخراج سلاحه الناري وتوجيه عدة طلقات إلى رأسه ليرديه قتيلا.
وأشار المصدر إلى أنه بعد ذلك، تحرك أمن منطقة الجديري وقام بالقبض على أخ القاتل وتداعى مشايخ القبائل للنظر في الواقعة، فالتزم وزير الداخلية في حكومة الانقلاب اللواء القوسي باحضار القاتل، كونه صهره، وتم انتهاء المهلة لذلك قبل وفاء الوزير بوعده.
ولفت المصدر إلى أن وزير الداخلية حضر بنفسه إلى قسم الجديري، وأخرج صهره من السجن، ووضع مكانه شخصا آخر لا علاقة له بالجريمة.
اتهام الأبرياء
أوضح المصدر، أن أحد أقارب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية سابقا، محمد علي الحوثي، قام بقتل اثنين أشقاء أمام منزلهما، وتم القبض عليه من جانب أهل الدم، إلا أن الحوثي أرسل طاقمين مسلحين لإطلاقه.
وأكد المصدر أن الجماعة الحوثية ترتكب الجرائم الشنيعة، ثم يتم إطلاق المجرمين المقربين منهم، وتنفيذ الأحكام على الضعفاء والأبرياء، لافتا إلى أن إرهاب الميليشيات لا يتوقف على مناطق الاشتباكات، بل يتعدى إلى المناطق التي يسيطرون عليها، مبينا أن العاصمة صنعاء تشهد أعلى معدلات الجرائم، وضياع حقوق المواطنين، رغم المزاعم التي تطلق من المتمردين.
جماعة إرهابية
من جانبه، قال وكيل محافظة صنعاء، نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة، شادي خصروف لـ»الوطن»، إن ظاهرة ارتفاع الإجرام مرتبطة ابتداء بقيم العنف والقتل والإرهاب، وما يتم تداوله حول الجرائم اليومية تعد بسيطة مقارنة بغيرها، على غرار القتل الجماعي والفردي خارج القانون، والاختطافات والتعذيب وتفجير المساجد، ونهب مقدرات الدولة والمواطنين، تحت ادعاءات المجهود الحربي، وغيرها.
وحذر خصروف من تنامي العمليات الإجرامية لهذه الجماعة، متهما إياها باعتناق أفكار متشددة ومتطرفة في أدبياتها وعملياتها الميدانية، مستشهدا بالجرائم الشنعاء التي استمرت منذ حروب صعدة مرورا بدماج وعمران، ثم همدان وبني مطر وأرحب ونهم في محافظة صنعاء، ثم عدن وتعز وما يحصل فيهما من مجازر للأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير البيوت والمنشآت.