عند ذروة الزحام والحر، وسط المدن الكبيرة، لا يمكن لك أن تعثر على ذرة أوكسجين نقية.. يمكنك مقاومة الحر.. مقاومة حرارة الشمس.. مقاومة الرطوبة.. لكن لا يمكن لك مقاومة الهواء الملوث بعوادم السيارات والمصانع!
الأسبوع الماضي يقول عضو مجلس الشورى الأخ «عبدالله السعدون» في تغريدة عبر تويتر: سقطت توصيتي في مجلس الشورى التي تنص على إيقاف تقزيم الأشجار والبلديات مستمرة في التقزيم والجهل بأهمية الشجرة!
وقبل التعليق على تغريدة السعدون أشير إلى أنني ناديت كثيرا بأن يتم تكثيف عملية التشجير في أواسط المدن.. في الشوارع المزدحمة.. فالناس تريد أن تتنفس!
وقبل سنوات طرحت اقتراحا وصلني من متابع كريم - عبدالرحمن الصقير - يتلخص في أن المتسبب في التلوث يجب أن يسهم في دفع الفاتورة!.. التشجير والصيانة والسقيا.. على رأس المتسببين الشركات والمصانع البتروكيماوية ومحطات الوقود وشركات النقل والسيارات.. الحلول كثيرة، كأن تضيف وزارة البلديات شرطاً على صاحب محطة الوقود بتشجير كامل المساحة التي تحتلها المحطة.. بعض الأشجار لها فوائد صحية أكثر من الظل والهواء.. أصبحت ضرورة وأكثر من كونها منظراً جمالياً.. البيئة من حولنا أصبحت باهتة.
يضع «عبدالله السعدون» صورتين في سياق المقارنة.. ويعلق مقتضبا: «أشجارهم وأشجارنا».. ويبدو من الصورتين شارع من دولة أخرى تتشابك فيه الأشجار كلوحة جميلة.. كمظلة.. كـ«فلتر».. تقابلها صورة لشارع محلي تبدو فيه الأشجار كطابور من الأقزام.. لا تمنحك ظلا ولا تصد رياحا ولا تنقي هواء ولا تحد من تلوث!
ليت وزارة البيئة تقدم لنا تقريرا عن نسبة التلوث في وسط المدن السعودية.. حتى يعرف البعض قيمة ما سبقت كتابته!