تأسست الشركة السعودية للغاز والتصنيع الأهلية (غازكو) عام 1963، وأصبحت شركة مساهمة بعد اندماج شركة الغاز الأهلية بالدمام وفروعها بالرياض وجدة مع شركة الغاز والتصنيع الأهلية بالرياض وفرعها الآخر بالدمام، ثم تلا ذلك قرار الحكومة السعودية دمج باقي الشركات والمؤسسات الصغيرة التي تأسست في السبعينات الميلادية معها، وذلك لتدني مستوى الخدمة، وعدم انتظام توفر الغاز.

ومنذ ذلك الحين وشركة الغاز «محلك سر»، ولم نشعر كمواطنين وأفراد بأي تقدم ملحوظ أو أي تطوير قدمته هذه الشركة منذ عقود من تأسيسها بالرغم من ارتفاع أرباحها المطرد، وآخره ما حققته من أرباح تتجاوز الأربعين بالمئة في نهاية النصف الأول لعام 2017 بما يقارب 103 ملايين ريال، ولا تزال قنابلها الموقوتة المتمثلة في أسطواناتها الأرجوانية تملأ البيوت مهددة بسلامة ساكنيها إثر حوادث الانفجار التي تحدث بين الحين والآخر، مخلفة وراءها دمارا شديدا يصل إلى تهدم الجدران والأرضيات والأسقف، وإتلاف للأرواح والممتلكات، ولا أستبعد أن لها دورا ضمنيا في العديد من المشاكل الصحية وآلام الذراعين، نظرا لأوزانها الثقيلة، مما حدا بالبعض إلى الاتجاه إلى الأفران والمواقد الكهربائية، والتي تمثل حلا غير مجدٍ في ظل زيادة الأحمال الكهربائية على شبكات ومولدات الكهرباء التي تعاني أصلا من وطأة هذه الأحمال، فضلا عن أن المواطن اليوم يبحث عن كل ما من شأنه خفض التكاليف وترشيد المصروفات، والتي تمثل فاتورة الكهرباء جزءا مهما منها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ترى لماذا لا تكون لدينا تمديدات لشبكة أنابيب الغاز، ونظام ضخ متكامل لها يغطي المدن الكبرى على الأقل في بداية الأمر، ثم باقي المدن تدريجيا ليتم وصولها إلى المنازل عن طريق خزانات أرضية معزولة وآمنة بما يماثل ما هو موجود في دول العالم المتقدم، إن تنفيذ مثل هذه الشبكات له العديد من الإيجابيات، أورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر:

-1 مردود اقتصادي، حيث سيتم الاستغناء عن عدد كبير من أسطول الناقلات وتكاليف الاستيراد والشحن والصيانة ومستودعات التخزين... إلخ.

-2 مردود صحي للكوادر البشرية العاملة، حيث إن الملاحظ في مراكز التوزيع عدم وجود أي معايير للسلامة أو إجراءات متبعة جراء استنشاق الغاز فضلا عن باقي معايير السلامة الأخرى.

-3 مردود أمني، حيث إن انتشار مراكز التوزيع داخل المدن وبين الأحياء السكنية وانتشار الناقلات في الطرق والشوارع يمثلان خطرا محدقا، ويجعلها بمثابة قنابل موقوتة تهدد أمن وسلامة الجميع.

-4 تقديم خدمة أفضل للمستهلكين والمواطنين بطريقة حديثة وآمنة ومريحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030، وتغني عن الطريقة الحالية غير الحضارية، والتي تفتقد لأدنى معايير السلامة.

-5 توليد عدد كبير من الوظائف للشباب السعودي في مجال تشغيل وصيانة شبكات الغاز.

-6 ضمان استمرارية الخدمة دون انقطاع عن المنازل السكنية والمراكز التجارية.

ومن هذا المنطلق فإن شركة الغاز مطالبة بوضع خطة إحلال تدريجية بالمدن الكبرى لتغطيتها بشبكات الغاز، والمبادرة بهذا الحل في أسرع وقت، بدلا من الترويج لأسطواناتها الجديدة المصنوعة من أحد أنواع اللدائن كحل سحري، مع أنها بلا شك أفضل من المنتج الحالي من حيث الوزن، ولكن يبقى خطرها ومساوئها فيما ذكرته أعلاه، ولا أنسى أن أشير إلى الدور الحيوي والهام من قبل الأمانات والبلديات في هذا الأمر عن طريق إلزام أصحاب العقارات والمنشآت الجديدة بضرورة تجهيز خزان أرضي للغاز خارج المنزل وفق أعلى معايير السلامة، (حيث إن شركة الغاز متخصصة في هذا المجال)، وجعل هذا الأمر شرطا أساسيا في فسوحات وتصاريح البناء.