تطالعنا الصحف الورقية والإلكترونية، وكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، بأخبار في غاية الفداحة، لحوادث ومآس، انقلبت فيها الأفراح إلى أتراح، والبسمة إلى دموع لا تنتهي.
الحوادث التي أقصدها، هي الحوادث الموسمية المعتادة في كل عام، وبالذات في الإجازة الصيفية، حيث تكون جداول المناسبات في أكثر أوقاتها ازدحاماً، وحيث اعتاد مجتمعنا السعودي، على أن يكون الصيف بالذات، موعداً لإقامة مناسبات الأعراس.
المشكلة ليست في هذا الازدحام المناسباتي في فصل الصيف، وليس في أشكال الفرح وتمظهراته أثناء إقامة الأعراس، فذاك أمر مطلوب حتى شرعاً، غير أن المشكلة الكبرى تكمن في بعض أنواع الهياط القبلي في هذه المناسبات، وهو الهياط الاستعراضي بين قبيلة وأخرى، وعائلة وأخرى، إذ تنتشر مظاهر الاحتفال بالأسلحة النارية والرصاص الحيّ، دون خوف من الجهات الأمنية المانعة لمثل هذه الممارسات، وأيضاً دون خوف ذاتي لدى الناس، من ممارسات خطرة مثل هذه، كان ضحيتها أرواح أزهقت.
الصحف والمواقع تنقلنا وتنقل لنا، كثيرا من المآسي تلك، ومع أن الدولة ممثلة في جهاتها الأمنية المختصة، تراقب وتحذر، إلا أن ما نشاهده هو أنه لا حال يتغيّر، ولا أناس ترتدع، والكل يضع يده على قلبه، حتى نهاية كل صيف.
سنضع الجهات الرقابية المسؤولة جانباً، ونخاطب أصحاب المناسبات أنفسهم، ونقول: رفقاً بقلوب كانت تنتظر موسماً من الفرح البهيّ، فعادت تحمل الجثث والذكريات المؤلمة.
قليل من الهياط أيها السادة.