حمد الحربي



أصبح امتلاك الأطفال والمراهقين لأجهزة هواتف ذكية خاصة بهم أمر مخيف بعض الشيء، خاصةً للآباء الذين يحيطون أطفالهم بسياج منيع من الحماية والنصائح والإرشادات اليومية. ولكن علينا التسليم بأنّ هذا الطفل أو ذاك المراهق سوف يأتي يوم يطالب فيه بهاتف محمول خاص به، خاصةً في مرحلة المراهقة والتي تتشكل فيها شخصيته ورغبته بالاستقلال بذاته.

 وبلا شك أنّ امتلاك المراهق لهاتفه المحمول قد يعود على جميع الأطراف بالكثير من النفع من حيث سهولة الاتصال والمتابعة وفتح آفاق ذلك المراهق في اكتشاف العالم وزيادة حصيلته المعرفية، ولكن قبل السماح بهذا الأمر يجب أن يتبع عددا من القواعد التي يجب أن يضعها الوالدان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فالانشغال الدائم والمستمر والنظر بشكل شبه دائم لشاشة الهاتف حتى في أوقات تناول الوجبات، أو المناقشات العائلية أمر مرفوض جملة وتفصيلا. كما أنّ للهاتف زمنه الخاص ومراجعة واستذكار الدروس لهما وقتهما، وإطفاء الهاتف عند النوم أمرٌ بالغ الأهمية للحصول على نوم صحي وسليم، وبمقابل هذا الأمر يجب أن تكون عواقب كسر هذه القواعد واضحة، وليس فقط التهديد أو التخويف بل تطبيق القواعد بكل صرامة وحزم.

 المناقشات خير وسيلة مع أبنائنا، لذلك عليك إجراء حوارات مفتوحة عمّا يتعرضون له عبر الإنترنت، خاصة مع انتشار ظاهرة التسلط الإلكتروني التي يتعرض لها المراهقون عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص.

المراهقون لديهم ذكاء ومهارات مذهلة مع استخدام الأجهزة الإلكترونية، وهذا يمكن أن يكون خطرًا بالنسبة لهم؛ إذا سار الأمر في الاتجاه الخاطئ، لذلك لا تعطيه فرصة ليتغلب عليك. عندما تعطي ابنك المراهق الهاتف المحمول تأكد من أنّك تعرف ما هي التطبيقات التي تم تحميلها وكيفية استخدامها. كن على معرفة بكيفية حفظ الصور والنصوص ورسائل البريد الإلكتروني، لذلك عند إجراء عمليات البحث المفاجِئة للهاتف حدد بالضبط ما الذي تبحث عنه. الهواتف المحمولة الذكية هي شريان حياة المراهق إلى العالم الخارجي، كوالد تحتاج إلى معرفة ما يجري في عالمهم لحمايتهم من أنفسهم أولًا ومن الآخرين ثانيا. تحذير من النصوص والصور غير اللائقة، قد لا تكون مستعدًا لإجراء محادثة حول الرسائل والصور غير اللائقة مع المراهق، ولكن إذا كنت على ثقة منهم بما فيه الكفاية لإجراء محادثة ذكية حول السلوكيات غير الملائمة أخلاقيًا.

 تأكد من أنّ ابنك المراهق يعرف ما يجب فعله إذا حصل على نص أو صورة غير لائقة أخلاقيا، أبلغ المراهق بعدم إعادة توجيه الرسائل إلى الأصدقاء، ويجب حذفها مباشرة أو إخبار من هو أكبر منه سنًا حول هذا الأمر إذا كان المرسل جهة معروفة. كما يجب أن يعلم المراهق عن الآثار القانونية المترتبة لإرسال أو توجيه صور غير لائقة أخلاقيا سواء لأنفسهم أو للآخرين.