ما كان يعنيني أن يفوز فيصلي عمّان أو ترجي تونس، فهما عندي عينان في رأس، لكنني كنت أنتظر أن يكون
الحكم إبراهيم نور الدين عادلا بينهما، ثم تذهب جائزة 2.5 مليون دولار إلى المستحق.
قياسا لما حدث في المباراة، كان زعيم النشامى يستحقها، فقد تأخر بهدفين ولكنه عاد وكاد لولا كارثة الحكم المصري الذي أقرّ هدفا سريعا متسللا للترجي من هجمة غير نشمية.
لا أبرر أبدا تجاوزات بعض لاعبي وجمهور وإداريي الفيصلي، ولكن هذه هي طبيعة البطولات العربية، فقعوباتها
لا تتجاوزها -بحكم أنها ودية- بعكس البطولات القارية، لذلك ستتكرر هذه التجاوزات المعيبة بحق اللعبة وروحها الرياضية، فضلا عن شعارات القومية والأخوة التي لا تتجاوز حناجرنا العربية.
قبل كارثة الحكم المصري، كان السعودي تركي الخضير قد فعل هو الآخر العجب العجاب بين الترجي وفتح الرباط.، وقد وجدت حملة ضده من أنصار الفتح، ولكنه -والحق أقول- أخطأ ضد الفريقين، بل إنه غضّ بصره
عن طرد مستحق مبكر لحارس الفتح، غير أن ما لفت نظري في الحملة الرباطية، هو الاستغراب من أن الحكم السعودي لا يحكم في بلده، فكيف يحكم في غيرها؟
وأظن أن هذا الاستغراب في بدايته، باعتبار الحكم السعودي في بداية غربته في وطنه، فمشروع القضاء عليه
نهائيا تم افتتاحه من قِبل اتحاد عزت مؤخرا.
المشروع هو تدويل الكرة السعودية، فكل ما فيها يتجه بعكس السعودة، وكأنها تعود إلى بدايتها يوم كان مؤسسها ومدربها وحكمها ولاعبها ومعلقها غير سعودي، لست ضد أخذ الدوري السعودي إلى حضور دولي وعربي، ولكن هذا بالكيف لا بالكم.
هاتوا غير سعودي يضيف إلى الكرة السعودية وسنصفق له، لكن أن يتحول لاعبنا وحكمنا ومدربنا ومعلقنا إلى متفرج على أشباه لاعبين وحكام ومدربين ومعلقين، فهو أرشيف ينفض غباره كما نفض الحكم المصري حق زعيم النشامى، لأنه نفض هيبة حبيبه الأهلي مرتين على أرضه وبين جماهيره وفي يومين!.