انحصر مفهوم تصميم المنزل عندنا ليكون فقط للشكل الخارجي، وتوزيع الغرف من الداخل. ولذلك تستطيع التنبؤ بعمر أي منزل بمجرد رؤيته.

تذهب إلى المكتب الهندسي فيعطيك مجموعة من النماذج المنتشرة، تضيف بعض التعديلات وتدفع سعرا أقل وينتهي الموضوع. هذا السعر القليل ستدفع أضعافه خلال البناء، وبعد أن تسكن، بسبب التغييرات الكثيرة التي تكتشفها لاحقا.

نحن نسكن ثم نسأل: «وش رايكم نحط التلفزيون هنا ولا هنا؟»، وأحيانا كثيرة تضعه في مكان لا تريده لأن «أفياش» الكهرباء أجبرتك على ذلك، حتى أننا أصبحنا نشتري توصيلات كهربائية أكثر من الملابس! وقس على ذلك كثيرا من الأشياء مثل: واجهة السرر، مواقع المكيفات، أماكن الكهرب الراجع، وغيرها.

لاحظ عندما تتجول في أحد أحيائنا تجد كثيرا من المنازل الجديدة تتدلى منها الأسلاك من كل مكان! كل هذا سوء تخطيط.

الإنترنت مثلا أصبح جزءا أساسيا من حياتنا، ولكن كم نسبة المنازل التي اهتمت بتمديد أسلاك الفايبر «الألياف البصرية» رغم أن السعودية من أوائل الدول التي وفرت هذه الخدمة!

المضحك أن المقاولين الجدد لما عرفوا أن الناس يعانون سوء توزيع الأفياش الكهربائية، كان حلهم هو رش كل المنزل بكم هائل من الأفياش بشكل بشع جدا.

تصميم المنزل هو أهم وأصعب مرحلة. التصميم الجيد يهتم بكل التفاصيل من الشكل الخارجي لمكان الصوفة، وجهاز الكوفي، ونوع الإنارة. كثير من عاداتنا في البناء توارثناها من الطفرة، وقتها حتى الميكانيكي يشتغل مقاول.

كلفة بناء المنزل مرتفعة لسببين: الأول: هو التغييرات الطارئة خلال مرحلة البناء، فحتى آخر لحظة في البناء لا يعرف صاحب البيت ماذا يريد.

الثاني: أن مصممي المنازل من ذوي الكفاءات المتدنية، ولم يطلعوا على ما تطور من أساليب البناء، وبالتالي يعتمدون على سياسة الاحتراز في تكثيف الخامات والأساسات دون حاجة فعلية لها.

ولذلك من الطبيعي عندما ننتهي من البناء نسأل: وين نحط التلفزيون؟!