فاز روحاني برئاسة إيران للمرة الثانية!، حسنا. مبروك لبقية التنظيمات المماثلة لـ«تنظيم الولي الفقيه»، وهم: تنظيم الحمدين، والتنظيم السروري، وتنظيم الإخوان، وأنا أهنئ التنظيمات الثلاثة، لأنهم اطمأنوا مرحليا بأن الشعب الإيراني المقهور «ظلما وعوزا!»، لم يتحرك حتى الآن لإسقاط حليفهم وقدوتهم!!، وعلى الرغم من وجود محاولات سابقة لإسقاط التنظيم إلا أنه تم قمعها بقسوة وبصورة دموية موجعة مفجعة!!، لأن التنظيم يدرك أن الشعب لن يكتفي بإسقاط التنظيم، بل سيقوم بالتنكيل وشنق «آياته وملاليه وفقهائه» من باب رد الجميل!! للتنظيم الذي أعدم في بداية استيلائه على الدولة بقيادة الخميني نحو مائة ألف إنسان، وما زال يعدم الآلاف سنويا بحجج واهية وأحكام مسبقة، فهؤلاء القتلى لا ذنب لهم سوى إعلان رأيهم في التنظيم وفِي الأكذوبة التاريخية التي أقام عليها ثورته!!.
تنظيم الولي الفقيه ساقط لا محالة، لأن الكذبة التي قام عليها لم تعد مقنعة للأغلبية الساحقة الخائف معظمها على حياته لو نطق!!، وقد كانت غير مقنعة منذ البداية لكن البطش والقتل أرعبا الشعب وأخضعا كل من لم يستطع الفرار أو الاختباء، هذا جانب، أما الجانب الآخر فإن الحال المعيشية داخل إيران في أسوأ أحوالها، فبينما التنظيم ينفق ببذخ على أفعاله وامتداداته الإرهابية مثل ما يسمى «حزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن، ومختلف تنظيمات الإرهاب في سورية والعراق، والتمهيد لإنشاء تنظيمات إرهابية أخرى عبر القوى الناعمة في دول كثيرة»، بينما يفعل التنظيم ذلك، فإن الذين يعيشون في بيوت الصفيح من الشعب الإيراني أكثر من عشرين مليون إنسان، وذلك حسب إحصائيات من داخل إيران، تسربت إلى إذاعة إيران الحرة المعارضة وإلى صحف غربية، وتضيف ذات المصادر أن أزمة الصفيح ليست الوحيدة، بل إن أعداد المعدمين والمشردين والمنتحرين من الجنسين في تزايد مستمر، فإذا أضفنا إلى ذلك كله أن المليارات من أموال الشعب ينفقها التنظيم على التسلّح، وعلى الحرس الثوري وكتائب الباسيج من أجل تقويتها حتى تستطيع قمع أي تظاهر ضد التنظيم أو اعترض عليه، كما يجري الإنفاق على المقربين من التنظيم والمؤيدين له، وكل ذلك يهون أمام ما يستولي عليه «آيات الله!!» وعلى رأسهم المرشد!!، فهؤلاء يعيشون حياة بذخ وثراء فاحشين، بحكم أن سؤال أي منهم وخاصة المرشد فيه جريمة دينية عظمى قد لا يكفي فيها الإعدام شنقا!!.
ومهما قيل ويقال عن انتخابات الرئاسة في إيران، فإن الرئاسة، ومواقع المسؤولية المهمة في الدولة، يستحيل أن يصلها إلا أحد أعضاء تنظيم الولي الفقيه، وبشرط أهم هو رضا المرشد عنه وقربه منه، ولذا فإن الحرس الثورى وقوى التنظيم الأخرى هي التي تقوم بهندسة الانتخابات وفرز نتائجها والحكومة القائمة هي التي تتولى إعلان النتيجة التي تكاد تكون معروفة سلفا!!
المرشد الأعلى للتنظيم خامنئي، بيده مقاليد كل شيء، بل ومن صلاحياته حسب الدستور الذي وضعه التنظيم أن يعزل رئيس الجمهورية وأي مسؤول مهما كان وتعيين بدله، فضلا عن اتخاذ القرارات الكبرى المتعلقة بسياسات التنظيم الخارجية والداخلية، وكل ذلك حسب الدستور الذي يمنح المرشد الصلاحية والقداسة والعصمة!!.
فساد تنظيم الولي الفقيه داخله، وهو فساد واضح داخل إيران وخارجها، حيث إنه مصدر للإرهاب وداعم له بالمال والسلاح والسياسة والإعلام، والشعب الإيراني المقهور سيفضح الفساد الداخلي عما قريب عندما يثور للتخلص من التنظيم وخزعبلاته ونهبه وإجرامه الدموي، والعالم لن يصبر كثيرا على الإرهاب المدعوم من التنظيم، ولذلك فإن سقوطه حتمي في نظري!
سقط تنظيم الإخوان في مصر، والتنظيم السروري وقادته يعيشون حالة رعب خاصة داخل المملكة، وذلك منذ كشف تنظيم الحمدين المحاصر الآن، وسقوط تنظيم الولي الفقيه حتمي - كما أوضحت -، ولكن هذه التنظيمات لن تموت بمجرد سقوطها أو خوفها أو حصارها، إذ لابد من وأد الفكر الذي قامت عليه وبسببه، وهذا الوأد لن يتم إلا عبر دول وأنظمة مدنية، وخاصة جميع الدول العربية المتضررة من الإرهاب وتكافحه بكل قواها، فوأد أي فكر مشبوه بالقوة مستحيل، وإنما عبر حرية مدنية متكاملة مسؤولة تنظمها قوانين واضحة معلنة، بحيث يتعرض لعقوبات قانونية حازمة رادعة كل من يعبر أو يفعل ما يضر أو ينتقص من أي إنسان سواء عن طريق المذهبية أو العنصرية، أو غيرها، أو يدعو للعنف أو يخطط له أو يرتكبه!!، وأنا أعرف أن من يريد أن يخطط للإرهاب أو يرتكبه لن يعلن عن نفسه، لكنني أعرف أن هذا الأمر تحديدا مسؤولية الأمن الذي ضرب أروع الأمثلة في الكشف عن خلاياه النائمة، وقاوم المستيقظة ببسالة وحكمة، لكن هذا الإرهاب المخبوء قطعا سيتناقص ويتقلص عندما يجري كشف وفضح فساد فكر وأقوال منظريه!!، وهذا الكشف يحتاج مناخات نقاش عقلانية حرة، لا يستخدم فيها التأويل الموجه أو محدود الفهم للنصوص المقدسة سيفا مسلطا على رقبة كل من يختلف في التأويل والتفسير، ويدعو لفهم متنور متحضر لتلك النصوص!!.
الدولة المدنية المتكاملة الإركان هي المخرج الأفضل والأهم والوحيد لوأد واجتثاث أي فكر يفضي إلى زعزعة الأمن وهز وتقويض الاستقرار وإسقاط النظام، ويمكن للدولة - أي دولة - أن تختار التنظيم الذي يناسبها والقوانين التي تنسجم مع ظروفها ولكن وفق دستور وقوانين تحدد مرجعيتها بوضوح، وتكون متفقا عليها عبر الهيئات المشرعة والكفاءات المؤهلة، كما تكون واضحة ومعلنة، ويتم تطبيقها بحزم وعدل!!.
تخيلوا لو أن كل الدول العربية التي نشأ أو تمدد داخلها فكر، أو نتيجة فكر أي من التنظيمات الأربعة، تخيلوا لو أنها دول مدنية حقيقية، هل كنا سنرى ما رأينا من إرهاب ومؤامرات!!؟
في نظري لن نرى، ومن يقول إن كثيرا من دول الغرب شهدت جرائم إرهابية وهي دول مدنية، أقول له إن مرتكبي تلك الجرائم - قطعا -هم نتاج أحد التنظيمات الإرهابية الأربعة!!.