بعد حوالي 2000 سنة من بنائها لا تزال المراسي الرومانية القديمة المصنوعة من الخرسانة موجودة في جميع أنحاء أوروبا. وأخيرا تمكن العلماء من حل لغز ما جعل الخرسانة القديمة قوية جدا -بحسب موقع صحيفة (independent) التي نشرت الخبر مؤخرا، ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف سيمكن المباني الحديثة في المستقبل أن تكون أكثر ملاءمة للبيئة.
الخرسانة الرومانية
الخرسانة المستخدمة في تصنيع الجدران البحرية القديمة عن طريق خلط الجير ومياه البحر والرماد البركاني والصخور، وتنتج هذه التفاعلات «البوزولانيا» والتي سميت على بلدة بوزولي في نابولي. قالت عالمة الأرض ماري جاكسون من جامعة يوتا «إنه خلافا لمبادئ الخرسانة الحديثة المبنية على الأسمنت، أنشأ الرومان الخرسانة الصخرية التي تتفاعل مع الاتصال المباشر بمياه البحر». واكتشف العلماء أن الخرسانة الرومانية تحتوي على ألمنيوم التوبرموريت وهو معدن نادر والذي زاد من الخرسانة إعطائها قوة إضافية. عندما اتصلت الخرسانة والصخور بمياه البحر انتشر ألمنيوم التوبرموريت. وقال العلماء إن التعرض الطويل لمياه البحر ساعد بلورات ألمنيوم التوبرموريت على الاستمرار في النمو وتعزيز قوة الصخور ومنع الشقوق. وقد يؤدي التحول إلى هذا النوع من الخرسانة إلى جعل المباني الحديثة أقل ضررا بالبيئة، حيث إن استخدام الأسمنت الحديث يستخدم أفرانا ذات درجات حرارة عالية جدا، وتسهم إسهاما كبيرا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.