لا أعرف سر الهجوم على «أبو مطلق»، ولا مبررات الهجوم على MBC!

«أبو مطلق» إنسان خدمه الحظ، وأنا بالمناسبة أصبحت أؤمن بالحظ بشكل كبير جدا خلال الفترة الأخيرة.

يقول الشاعر: «إن قام حظك باع لك واشترى لك.. وإن مال حظك لا شرى لك ولا باع»!

خرج «أبو مطلق» بهيئته القروية البسيطة عبر التطبيق العالمي الشهير «سناب شات» الذي يستحوذ فيه السعوديون على خانة الأكثر استخداما، متهكما على شخص من جنسية خليجية شاهده في إحدى الصيدليات يبحث عن سجائر -إن كانت حكايته صحيحة- فتعاطى المجتمع الشاب مع المقطع كحكاية «ثقيلة دم»، وصاروا يتداولون عبارته «والله يا أنا قعدت أضحك ضحك» ردا على كل حكاية لا تعجبهم!

MBC بدورها تفاعلت مع الموضوع، ولا ألومها إطلاقا. درسنا ودرّسنا- أن من أبرز نظريات الإعلام نظرية «الاستخدامات والإشباع»، وتَخلُص هذه النظرية إلى أن اهتمامات ورغبات المشاهد أو المتلقي هي التي تفرض

ما يعرض في وسائل الإعلام. بحيث تصبح هذه الوسائل رهنا لاهتمامات المتلقين ورغباتهم.

نظرية الاستخدامات والإشباع، أو ما يطلق عليه بالشعبي «الجمهور عاوز كده»، وجدت انتقادات كثيرة. هناك

من يؤكد أنها هي التي تتحكم اليوم في جل ما تعرضه القنوات الفضائية اليوم. وبالتالي كل ما يعرض في فضائنا اليوم هو صدى لرغبات الجمهور، ولا يمثل قناعات الناشر!

ولذلك، أعتقد -كمتابع جيد- أن نشر لقاء «أبو مطلق» جاء استنادا إلى هذه النظرية!

أعود إلى الغاضبين من ذلك، وأقول: لا يمكن لك، وليس من حقك، قمع كل من يختلف معك أو مع ذائقتك أو «مزاجك» أو عاداتك أو تقاليدك.

شخصيا، لا أجد من المناسب إظهار «أبو مطلق» ومن هم على شاكلته، أو الاهتمام بهم، وتناقل مقاطعهم، لكنني

لا أصادر حق غيري في ملاحقتهم والاهتمام بهم، وإيقافهم في الأماكن العامة والشوارع والتصوير معهم، كما حدث مع «أبو مطلق».

نحن نستطيع محاصرة «أبو مطلق» ومن هم على شاكلته عبر طريقة واحدة -إن أردنا- وهي التركيز على النماذج التي نراها إيجابية، التركيز على الناجحين، التركيز على المتفوقين، وإبراز النجوم الحقيقيين، في كل المجالات دون استثناء.

لكن أن نترك كل هذا الفراغ الكبير، ونستغرب أن يتم ملؤه بـ«أبو مطلق» و«أبو سن» و«أبو جركل»، فهذا أمر

لا يعالج الظاهرة، بل يضاعف حجمها وتأثيرها وانتشارها.