في ليلة السادس من أغسطس امتلأت قاعة البلاديوم من جمهور أحلام العاشق لهذا العمق في الصوت والثقة في الأداء والحضور الساحر لفنانة الخليج.

أحلام التي تجد في أغانيها معنى حزنك وفرحك وصدقك وأول خفقة للحب في قلبك. أحلام التي أغانيها هي وصف لحقيقة المرأة الخليجية بعنفوانها وثقتها في «أنا راس قمة» وفِي قيامها بعد الهزيمة في «قولوا له إن الغيم جفت مزونه»، وفِي صدق المصارحة «تدري ليش أزعل عليك أعشقك وأموت فيك»، ولكل المسيئين «اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول»، وللرجل الذي تحب وتحتاج ولا تخجل من إخباره عن ضعفها بين يديه واحتياجها لوجوده وحضوره المرهف في «والله أحتاجك أنا».

في ليلة السادس من أغسطس كان هناك ملكتان في لندن واحدة في قصر باكينجهام والأخرى في قاعة بلاديوم لندن، تطل على معجبيها على غير عادتها، لقد بدت أحلام حزينة جدا ذلك المساء على الأقل في نظري.

أحلام بدت متأثرة بأزمتنا الخليجية لكنها في تلك الليلة اللندنية قررت أن تؤكد على مبدأ الوحدة الخليجية التي تصنعها دماؤنا وأرواحنا، شاء من شاء وأبى من أبى، وأظن أن لدى المطربة -التي قدر لها أن تكون أمها بحرينية وأبوها إماراتي وعماتها سعوديات وأولادها قطريين- كل الحق في أن تكون خليجية جداً تجمع الخليج من الكويت حتى عمان في كلمات أغانيها، التي ملكت حق التصريف لبعض عباراتها، فأغنيتي المفضلة لها «والله أحتاجك أنا» كانت كلها للخليج الذي يضمنا بأمنه، ومهما حدث بيننا لا يخرجنا عن حدوده.

في الحفل رددت اسم الإمارات مع جمهورها، وذكرت السعوديين بحبها، وقالت بقلبها لهم «الله لا يبين غلاكم» وهمست للخليج الله لا يفرقنا.

أحلام دخلت تلك القاعة وتركت السياسة وراء الباب مما يؤكد ذكاءها وفهمها للواقع الذي يتطلب حماية اسمها الكبير من المواقف السياسية التي تتبدل كل يوم، وأعترف أني كنت أخشى أن يتم استخدام اسم أحلام لتحسين صورة ما، أو موقف ما، وهي التي يجب أن تكون بعيدة عن كل هذا بفنها ومكانتها الكبيرة في نفوس الخليجيين، لكنها أثبتت أنها فنانة تؤكد على ثوابت الحب والصدق والسلام والاجتماع.

تلك الرسائل الصغيرة التي أرسلتها أحلام لقلوب الخليجيين الحاضرين لحفلها هي الرسائل التي نريدها أن تصل لتبقى في النفوس لأن دماءنا وجيناتنا الواحدة لا شيء يغيرها، ولا شيء يقدر عليها، وما يحدث هو أمر عارض سينتهي قريبا حالما يعود النظام القطري إلى رشده، ولصالح أمتنا الخليجية.