في الوقت الذي شكا فيه بعض حرفيي جادة سوق عكاظ من تواضع المكافأة التي منحت لهم واختلافها عن الأعوام السابقة، إضافة إلى مزاحمة عدد من الحرفيين الجدد من جيل الشباب ممن هم تحت مظلة برنامج «بارع» وآخرين ليسوا تحت مظلته وشاركوا عبر رابط المسابقة، وصف مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور علي العنبر أن معظم الحرفيين «بأنهم غير حرفيين» ومتطفلون على الحرف والصناعات اليدوية. وقال لـ«الوطن»، من المفترض أن لا يمنحوا شئيا، ولو كنت المسؤول عنهم لما قدمت لهم سوى المكان، مشيرا إلى أن الحرفي يستطيع إنتاج منتجات وبيعها إلا أن الحرف ومنتجاتها لدينا وللأسف الشديد لا ترتقي بتصاميمها وخاماتها وجودتها للمستوى الذي يجذب السائح ويشتريها، ولديك أمثلة في سوق عكاظ معظم منتجات الحرف «المصرية والتونسية واليمنية والمغربية والأردنية» على الرغم من أنها ضعيفة، بيعت معظمها. وبين أن الغصة بقلبه كبيرة على تراثنا، وأضاف: نحتاج الكثير لتنمية الحرف، لدينا تراث حرفي عريق لا مثيل له لكننا لم ندرك الآليات الصحيحة لاستثماره.
عوائد بسيطة
قال الدكتور علي العنبر: عوائد سوق عكاظ الاقتصادية بدورته (11) كانت بسيطة، يمكن رفع القيمة الاقتصادية للسوق إذا تطورت فعالياته، وهذا ما سوف تشهده الدورة الـ(12) المقبلة، مشيرا إلى أن سوق عكاظ مبني في أصله على محورين أساسيين الأول ثقافي والثاني تجاري اقتصادي، لكن هذين المحورين لم يتم تفعيلهما بالشكل السليم، ذاكرا بأن سوق عكاظ سوق تاريخي والأسواق التاريخية هي بمثابة مراكز للتبادلات التجارية محطات بيع وشراء وكل الطرق التاريخية هي شرايين اقتصادية. وعن مطالبات الحرفيين بمتحف أو معرض لمنتجاتهم، يكون مقرا دائما طوال العام للزوار والسياح، وبيع المنتجات على غرار المتاحف العالمية، قال العنبر: في كل سنة نجمع المنتجات الفائزة وكانت الفكرة من وراء ذلك تنظيم «معرض لها» واسألوا عنها أمين السوق، لكننا سوف نعمل على تنظيم المعرض هذه السنة.
حرفيون جدد
ذكر المنسق الإعلامي للبرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية علي القحطاني، أن سوق عكاظ هذا العام تميز بمشاركة (80 %) من الحرفيين والحرفيات «الشباب» وتنوعت حرفهم بين السدو والنسيج والنحت على الخشب ومنتجات النخيل والتطريز والخياطة والرسم والنقش والمنتجات الابتكارية، وأشار إلى أن مشاركة بارع في سوق عكاظ متنوعه بـ(150) حرفيا وحرفية منهم (105)، إضافة إلى مشاركة 6 دول هي مصر، تونس، الجزائر، الأردن، اليمن، المغرب، بـ(45) حرفيا وحرفية، ونفذنا برنامج «جرب حرفتي» بستة مواقع لزوار السوق، يزاولون ما يحبون من مهنة خلال فترة السوق، وخلال الفترة استفاد برنامج بارع من وجود الحرفيين بتقديم برامج تبادلية وورش عمل بين الحرفيين السعوديين والحرفيين العرب، والمنتجات الفائزة جمعت وسلمت لإدارة سوق عكاظ لعرضها في متحف للسوق.
سلطة العيب والتقاليد
أرجع مدير شركة راما المستقبل لتنظيم الفعاليات عبدالرحمن المعاوي تطور الحرفيين من الدول العربية، إلى أسبقيتهم في عملية تطوير المنتج وآلية تسويقه وكيف يكون المنتج قابلا للتسويق، وقال موضحا: بعض الحرف ينظر لها المجتمع لدينا على أنها عيب وتخل بالتقاليد بينما الدول الأخرى ليست لديها هذه النظرة، ومن غير المعقول أن يعمل حرفي على قطعة كبيرة من السدو لمدة عامين ويبيعها في سوق عكاظ بـ(30000) ريال فمثل هذا الحرفي زبائنه أشخاص محددون، بينما حرفيو الدول الأخرى منتجاتهم صغيرة وقابلة للتسويق ومناسبة ولولا ذلك لما وقع برنامج «بارع» اتفاقية مع المطارات السعودية لعمل أركان في المطارات لصنع هدايا خفيفة تكون تكلفتها على الحرفي بسيطة وهامش ربحها قوي جدا إضافة إلى أن أي متسوق يستطيع أن يقتنيها مثل ما يحدث في كل الدول عند السفر إليها فهم يبيعون هدايا تذكارية بسيطة جدا وقيمة.
الشركة المنظمة
قال عبدالرحمن المعاوي، إن الحرفيين المشاركين من الطائف منحوا مكافأة مقدارها (600) ريال «بدل نقل» بينما الحرفيون من خارج الطائف كانت المكافأة (1500) ريال مع بدل معيشة وتأمين نقلهم مع منتجاتهم والسكن والمواصلات، مضيفا بأن هناك إدارة خاصة بالتسويق توجه الحرفيين لآلية بيع منتجاتهم وكيف له أن يحسب تكاليف أي منتج وفي كل فعالية يعقد للحرفيين دورة لتسويق المنتج الذي يصنعه الحرفي.
وبين المعاوي، أن التركيز هذا العام كان على الجانب الابتكاري من ناحية الرسم والجبس والنحت وابتعد أغلب الحرفيين عن الحرف التقليدية مثل «السدو والكروشيه ونحوه» إلا إذا كان فيها لمسة إبداعية، وذكر أن الشباب الحرفيين بدؤوا يركزون على الأمور التسويقية القابلة للمبيعات أكثر وأصبح التركيز على المنتجات الصغيرة ونوعيتها بحيث لا يخل بجودة المنتج نفسه.
مؤشرات من الدورة الماضية:
نسبة الشباب والشابات أكثر من 70 %
نسبة الطائف من الحرفيين محدودة مقارنة بالمناطق
نسبة الأحساء بلغت 100 %
3 أسباب لتفوق الأحساء:
01 تطور الحرف
02 مجالات عمل أوسع
03 الجانب الابتكاري