رغم اتفاق الجانبين في بعض القضايا المختلفة، إلا أن دولا أوروبية أصبحت تتوجس من قرار فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا، في وقت ماتزال موسكو تمثل تهديدا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي وقوات حلف شمال الأطلسي «ناتو».

وكانت فرنسا قد أبدت معارضتها صراحة لخطوة الكونجرس الأميركي باعتماد مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية، واصفة إياه بالمنافي للقانون الدولي.

وأوضح بيان للخارجية الفرنسية، أن باريس سبق أن اعترضت مرارا على مثل هذه القرارات، داعية إلى العمل على تفعيل الأجهزة الأوروبية، ودراسة هذا القرار الأميركي المتعلق بالعقوبات ضد روسيا.

من جهتها، أبدت الحليفة الأوروبية الأكبر ألمانيا قلقها من فرض هذه العقوبات، مشيرة إلى أن العقوبات لا يجب أن تصبح وسيلة للسياسة الصناعية لصالح الولايات المتحدة.



المصالح الأوروبية

بحسب مراقبين، تبدي كل من باريس وبرلين مخاوفهما إزاء هذه العقوبات بسبب ما تراه أنه تقويض لمصالح الشركات الأوروبية الصناعية، ومحاولة أميركية لفرض أجنداتها على القارة العجوز وإبعاد المصالح الروسية ما أمكن.

وعلى الرغم من وجود توترات في العلاقة بين موسكو وبعض الدول الأوروبية على خلفية الأزمة الأوكرانية والتدخلات الروسية في دول الاتحاد، إلا أن العقوبات الأميركية الجديدة قد توحد الأوروبيين ضد إدارة ترمب، في وقت ظهرت بعض الخلافات على السطح منذ اعتلاء ترمب الحكم مطلع العام الجاري ومطالبته دول حلف الناتو بدفع التكاليف المالية إزاء الحلف.



تبديد التقارب

من جانب آخر، حذرت تقارير من أن فرض العقوبات على روسيا قد يبدد المساعي والجهود لتقارب واشنطن وموسكو في عدة قضايا، أهمها الأزمة السورية والأوكرانية ومسائل النفط وغيرها، حيث أعرب الكرملين مساء أول من أمس، عن امتعاضه من هذه الخطوة، واعتبرها سلبية للغاية وتعيق جهود البلدين، في وقت يواجه ترمب وأعضاء حملته حملة شرسة تتعلق بمزاعم تدخل روسيا لصالحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتشويه خصمه آنذاك هيلاري كلينتون.