اتفق رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أمس، على الالتزام بوقف مشروط لإطلاق النار وإجراء انتخابات في أقرب وقت، وذلك في إعلان مشترك عقب محادثات جرت قرب العاصمة الفرنسية باريس.

وتمخضت المحادثات التي استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن التزام الجانبان بوقف إطلاق النار وتفادي اللجوء إلى القوة المسلحة في جميع المسائل الخارجة عن نطاق مكافحة الإرهاب.

وصرح ماكرون للصحفيين بعدما تصافح السراج وحفتر، بأن قضية السلام حققت تقدما كبيرا، وأن منطقة البحر المتوسط تحتاج إلى هذا السلام، مشيدا بالاتفاق ومعتبرا أن ما حصل من مصالحة وطنية يعد شجاعة تاريخية.

وأكد ماكرون أن السراج وحفتر يمكن أن يصبحا رموزا للمصالحة في ليبيا، منوها إلى أن عدم الاستقرار في ليبيا سببه تنظيم داعش المتشدد وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

 يأتي ذلك، في وقت تحاول باريس جمع الفرقاء الليبيين تحت مظلة واحدة، لإنهاء الانقسامات والفوضى التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، فيما يعد هذا اللقاء بين الطرفين الليبيين الثالث بعد اللقاء الذي جمعهما في أبو ظبي قبل عدة أسابيع، ولقاء آخر بعد تعيين السراج في منصبه.  


خسائر التنظيم

 كشفت مصادر مسؤولة من السلطات الليبية، أن فريقا من إدارة الجثث في المنطقة الوسطى، قامت بانتشال مئات من جثث الدواعش التي قضت في معارك البنيان المرصوص بعد أن شنت القوات الليبية حملة ضدهم في مدينة سرت الساحلية، وأسفرت عن تكبد الدواعش خسائر كبيرة بفعل الإسناد الجوي الذي قدمه التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمقاتلي حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

وبحسب مراقبين، ترهق مثل هذه الجثث كاهل الدولة الليبية، من خلال تخصيص أماكن معينة لتبريدها والإشراف على صيانتها، مشيرين إلى أن الجنسيات تتنوع من مختلف الدول العربية والإفريقية، على غرار تونس ومصر والسودان ودول إفريقية وأجنبية أخرى.


خطط الإدماج

كان موضوع عودة مقاتلي تنظيم داعش إلى تونس قد أثار جدلا كبيرا وسط الرأي العام، حيث ترى جهات أحقية عودة هؤلاء المتشددين إلى أوطانهم وإدماجهم في المجتمع، فيما يرى آخرون أنهم قد يشكلون خطرا وتهديدا على أمن البلاد، باعتبار خبرتهم في حمل السلاح والقتال في مناطق الصراع.

وتخشى حكومات هذه الدول عودة المتشددين إليها، وشن هجمات انتقامية مضادة للخسائر التي تلقونها في بؤر التوتر، إلى جانب التكاليف التي تتعلق باستحداث أنظمة ومراكز مخصصة لهم لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، في وقت تتفاقم المشاكل الاقتصادية في هذه الدول.

وكان تنظيم داعش قد سيطر على آخر معقل له في ليبيا وهي مدينة سرت الساحلية عام 2015، مستغلا بذلك الاقتتال الداخلي بين الفصائل الليبية المسلحة، فيما اتخذ من ذات المدينة قاعدة رئيسية لشن هجماته ضد حقول النفط والبلدات المجاورة.