على وقع المعارك المتعددة التي تشهدها الساحة السورية بين مختلف القوى الإقليمية والدولية، لا تزال مناطق الشمال السوري تشكل قضية شد وجذب بين مختلف القوى والفصائل العسكرية المسلحة، وذلك باعتبار مكانتها الاستراتيجية التي تقع على الحدود السورية التركية المشتركة.

وتفاقمت مخاوف أنقرة خلال السنوات الماضية، من تحركات الفصائل الكردية في سورية، والدعم اللامحدود الذي تتلقاه من الإدارات الأميركية المتعاقبة، مما دفعها إلى إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق بدعم من الفصائل السورية المسلحة العام الماضي باسم «درع الفرات»، إلى جانب التجهيزات الأخيرة لإطلاق معركة «سيف الفرات» الممتدة للمعركة الأخيرة العام الماضي.

يأتي ذلك، في وقت تحدثت مصادر عسكرية مؤخرا عن وصول 150 عنصرا من المعارضة السورية إلى محافظة إدلب شمالي سورية بهدف دعم جماعة أحرار الشام في صراعها مع هيئة تحرير الشام «النصرة» سابقا.




خلافات المعارضة

بحسب محللين، تتنافس كل من جماعة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام للسيطرة على مدينة إدلب باعتبار أنها المحافظة الوحيدة المتبقية بالكامل تحت سيطرة المعارضة السورية، وذلك بعد خسارة الأراضي التي كانت تسيطر عليها في محافظة حلب وغيرها لصالح قوات النظام المدعومة جويا من الروس.

وتصاعدت الخلافات بين الفصيلين العسكريين بسبب اختلاف الأيديولوجيات الفكرية، ومسألة تقاسم الأراضي والثورات، فيما تسطير جماعة أحرار الشام على المعابر الحدودية مع تركيا باعتبار أنها المنفذ الوحيد الذي يفتح على المحافظة السورية.


تراجع النفوذ

فيما أكدت تقارير أميركية نقلا عن مسؤولين من إدارة ترمب، تجميد واشنطن للدعم الذي تتلقاه فصائل المعارضة السورية منذ إدارة أوباما السابقة، يشير مراقبون إلى أن الخلافات المتفاقمة بين هذه الفصائل بالتزامن مع وقف الدعم عنها، ستزيد من الفجوة بينها، خاصة أن العديد منها لا تتوافق مع أخواتها في الأيديولوجيات الفكرية والعقائدية، والأهداف المستقبلية على ساحة المعركة، فيما قد تعدد التفاهمات التي تنبثق بين الروس والأميركيين مستقبل نفوذ هذه الجماعات، بعد الوصول إلى اتفاق هدنة شبه ناجح في مناطق جنوب غرب سورية. كما تحذر تقارير من أن تراجع نفوذ المعارضة المسلحة في مناطق مختلفة من سورية، قد تنتهزه الميليشيات الإيرانية لبسط نفوذها على المناطق المحررة، واستكمال الحزام الإيراني الممتد من العراق وسورية، على الرغم من تهميش اتفاق هدنة جنوب غربي سورية لطهران وإخراجها من معادلة التفاهمات الدولية. 





 


المشهد في الشمال السوري

- خلافات بين فصائل المعارضة

- أنقرة تقدم تعزيزات عسكرية

- مخاوف من تحركات الأكراد

- إمكانية استغلال طهران للخلافات