في الحقيقة، إنه لم يكن والدها الذي تركها في عمر السنتين لترعاها أمها الشابة وحدها، ثم عندما أصبحت أغنى شابة بريطانية في مجال الموسيقى ظَهَر لترفض محادثته، فيذهب إلى قناة فضائح ويبيع قصته مع والدتها بمبلغ وقدره، بل الرجل الذي أحبته وترجمت أحزانها شعرا وغناء، جعلها في سن التاسعة عشرة أشهر فنانة وكاتبة أغاني في العالم.
الفنانة البريطانية أديل، تلقت اتصالا وهي في أوج شهرتها وانهمار الجوائز عليها من رجل بدا صوته مألوفا، لتعرف أنه الرجل الذي أحبته وكافأها بالخيبات، سألته عما يريد الآن، فردّ يريد جزءا من أموالها، لأنه يَعُدّ لولا المعاناة التي تسبب فيها لم تكن لتكتب بهذا الصدق وتغني بهذا الجمال.
أديل بدت مذهولة من حجم اللؤم والبؤس اللذين يمكن أن يكون عليهما إنسان، وهي تحكي قصة صديقها هذا لصحيفة الصن البريطانية.
الجميل، رغم كل هذا الألم في حياة هذه الشابة المبدعة، من والدها ومن حبيبها السابق، إلا أنها منحت للحب فرصة أخرى مع رجل آخر غنّت له أغنيتها الرقيقة:
Make you feel my love.
الأغنية تصف شعور أنثى عاشقة، وتحرص ألا تخطئ، وتعده بملايين السنين من الحب.
إنه من الجميل أن تشاهد الذين تحطمت قلوبهم يجدون نصفهم الآخر، ولا يكفرون بوجود الحب الحقيقي والشعور الذي يأخذك إلى الجنة لأن عينيه ابتسمت لك.
هذا يأخذني إلى الحديث عن موضوع مهم، وهو النساء في مجتمعنا، اللواتي يعانين مشكلات مع الأب، بسبب تخلّيه عنهن وهن صغيرات، وهن كثر، واللواتي تتحطم حياتهن بالطلاق في مجتمعاتنا العربية، ولا يجدن مؤسسات تحتضن ألمهن في الوقت الذي نجد المرأة في العالم الغربي -كأديل- تُربّى على تجاوز الأزمات حتى في المدرسة.
لذا، بنفسها تقول -في لقاء معها- مدرستي في برايتون سبب نمو موهبتي ونجاحي اليوم.
فمنذ كانت طفلة والمدرسة تعلم وضعها، وتخطط لها لمعالجته، لأنها بالنسبة لهم مستقبل بريطانيا بينما المدرسة لدينا تعدّ البنات خاصة ملكا لأولياء أمورهن الرجال، وحتى لو تعرضت للتعنيف لن تتدخل المدرسة، بل بعض التقارير تقول إن الشرطة ترفض التدخل.
على كل حال، حتى نصنع من هؤلاء المتألمات نجمات يغيّرن واقعهنّ، بأن يصبحن سيدات مبدعات شاعرات وكاتبات وسيدات أعمال وقياديات، نحتاج إلى خطة كبيرة تشارك فيها كل المؤسسات، وأظننا مع الرؤية قادرين على ذلك.