حين نقول قطر فنحن بالتأكيد لا نقصد شعب قطر، وإنما حكومتها التي حتى هذه اللحظة مازالت تتعامل بفوقيّة مُصطنعة مع كل الأحداث التي تلفها من كل جانب، خليجيا ودوليا، وهي في ذلك لا تراعي لا وضعها هي كنظام سياسي، ولا حتى وضع شعبها، في خضم التبعات التي تحدثها تصرفاتها وممارساتها، والتي تجعلها كل يوم في وضع أسوأ من اليوم الذي قبله.
الحقيقة أن يد قطر مرتعشة للغاية، وهي في هذه الأزمة تتجاذبها حالتان، الأولى حالة أنها قطر القوية التي لا تهزها الأحداث ولا تؤثر فيها مواقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأنها دولة عصيّة على الإخضاع والإملاءات والشروط، وأنها فوق ذلك كله، ولن تنحني ولن تبادر ولن تتنازل، وهذه الحالة تعيشها قطر يوميا من خلال تصريحاتها الفوقية والمتغطرسة، بينما الحالة الأخرى هي حالة قطر المتمسكنة والمستجدية لمن حولها، فهي الدولة الصغيرة التي تقول إن دولا حاصرتها وقطعت عنها كل الإمدادات، وتريد من الآخرين عونا ووقفة ومراعاة إنسانية لحالها الذي وصلت إليه! وهذه الحالة الثانية تعيشها وتمارسها قطر يوميا من خلال ضخ أكبر قدر من الأخبار والتصريحات التي تناهض مواقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حتى وإن كان ذلك من خلال أخبار مفبركة، وتصريحات غير حقيقية، وليس آخرها فبركتها على لسان رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، ووقوفها بجانب قطر في أزمتها، وهو التصريح الذي نفته المحكمة خلال أقل من 24 ساعة.
السؤال الآن: في أي الحالتين تريد قطر أن تكون، وأن نتعامل معها، في حالة قطر المتغطرسة والقوية والفوقية، أم قطر المُستجدية والضعيفة؟