حينما نتحدث عن متانة قاعدة الحكم في المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى اليوم، هل نحن منافقون؟
حينما نتحدث عن ترابط الأسرة المالكة وتكاتفها، هل نحن منافقون؟
حينما نقدم الشكر والتقدير للأمير محمد بن نايف على جهوده خلال السنوات الماضية، هل نحن منافقون؟
وحينما نتحدث عن انتقال ولاية العهد من أمير إلى آخر، بسلاسة وهدوء تام، هل نحن منافقون؟
وحينما نعبّر عن إعجابنا بمبايعة الأمير محمد بن نايف للأمير محمد بن سلمان، والحميمية والحديث الودي بين الأميرين، هل نحن منافقون؟
وحينما نتحدث عن مراسم البيعة التي تمت بصورة رائعة، هل نحن منافقون؟
وقبل ذلك وبعده، حينما نتحدث ونكرر حديثنا عن «الأمن» -وهو من نعم الله على بلادنا- ونقول إن الأمن المتحقق في هذه البلاد لا يتوافر في كثير وكثير من دول العالم، فهل نحن منافقون؟!
هي على أي حال شتيمة -لا أقول تهمة، فالعرب تقول التهمة أصلها «الوهمة»، وشرعا وقانونا فإن إسناد أمر سيئ إلى الغير بحاجة لدليل- هي شتيمة، ونوع من الإرهاب النفسي لا أكثر، نواجهها ويواجهها إعلامنا المحلي طوال سنوات.
هناك من لا يريدك أن تذكر بلادك بخير. فإن فعلت فأنت منافق!
لا تتحدث عن الجوانب المشرقة في وطنك. فإن فعلت فأنت منافق!
ركّز على السلبيات، فإن لم تفعل فأنت منافق!
نعم، لدينا مشكلات تنموية وغيرها. شأن بلاد الدنيا كلها -لا توجد مدينة فاضلة- لدينا بطالة، ونتحدث عنها باستمرار، لدينا فساد، لدينا ترهل إداري وبيروقراطية، لدينا مشكلات كبيرة في الإسكان، لدينا تدنٍ في الرواتب، ومشكلات في التعليم، ولدينا طموحات ليس لها حد، وأحلام ليست لها نهاية.
لكن، كل هذا لا يعني أن نشتم بلادنا، ونبشّر الناس بمستقبل غامض. العقل يقول، إن ما يحدث هنا يحدث في كثير من دول العالم، بما فيها دول أوروبية، وشرق أوسطية، ودول في مجموعة العشرين.
سنتحدث عن بلادنا بحب، وسنتحدث عن مزاياها وعيوبها في آنٍ واحد، وحينما نتحدث فنحن محقون.
كُفّوا عن اتهام الناس بالباطل، فالناس لن تفقد ثقتها في بلادها وقيادتها، مهما أرجفتم وقلتم.
ومن لا يعجبه العيش في بلادنا، فليرحل فأرض الله واسعة.