فوق كل الخيانات والدعم والتستر على الإرهاب تفاجئنا الحقائق المكتشفة أو المنكشف عنها الغطاء أن النظام القطري لم يدعم الحوثيين في اليمن بالسلاح ليحاربوا به قوات التحالف فحسب، بل زودهم بصواريخ «سكود» التي كانت تطلق على الأراضي السعودية بهدف قتل المواطنين وتدمير الممتلكات، وإن كانت تلك الصواريخ -وبفضل من الله- ثم بيقظة رجال الأمن وحماته لم تصب أهدافها ودمرت قبل أن تصل، إلا أن لها أثر الرعب في النفوس، وهي تتحول إلى شظايا يعقبها دوي انفجار يزلزل الطمأنينة في الأفئدة الآمنة، والتي لم تعتد على أحد، ولم تظن السوء يوما في قطر التي تحسبها الشقيقة والجارة، ثم أليست القذائف التي أطلقتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على المناطق السعودية في الحد الجنوبي وقتلت مواطنين ومقيمين «أطفالا، وشيوخا، ونساء»، وهدمت منازل ومنشآت مدنية، قد تكون هي الأخرى من هبات قطر للحوثيين خاصة، وهي قد تفانت في الدعم إلى أن وصلت لدفع رواتب الميليشيات المعتدية.
ومع هذه الحقائق جميعها، أليس من حق المواطن، سواء سعوديا كان أو يمنيا أن يطالب بحقه الذي اُنتهك من قبل النظام القطري؟ ويطالب بأن يمثل أمام المحاكم الدولية كمجرم حرب، قتل ودمر وشرد المئات في الوطن العربي دون ذنب، إلا حبا في القتل والتدمير، وحقدا على الإنسانية، فليس من نظام يرتكب مثل هذه الجرائم والخيانات ويكون لديه حس إنساني يردعه عن هذه الانتهاكات، وحقيقة أن من تعرض لمثل هذه الفظائع لن يغفر لمن زرع الرعب في نفسه وأفقده أحبته، حتى وإن تصالحت الأنظمة السياسية إلا أن حق الإنسان يبقى مهدرا، والنظام القطري كغيره من الأنظمة المجرمة عاثوا في البشرية إجراما على مدار سنوات، وساعدهم في ذلك كثير من الخونة لأوطانهم تحت ذريعة الانتماءات للأحزاب والجماعات الدينية المتطرفة، والتي قامت على التفرقة وتقسيم المجتمعات لأهداف غير نزيهة، وما شهده العالم العربي مع الأسف من مشاكل وثورات فاشلة انتهت إلى التشريد والدمار، كان لهم فيها اليد الطولى، واليوم وكل هذا السوء ينكشف يجب أن تظل المطالبة والإصرار ليس في الكف عن دعم حكومة قطر للإرهاب، بل ومحاسبتها على كل ما ارتكبت من جرائم، وهذا حق المواطن العربي الذي دفع ضريبة عنتريات وجرم هذا النظام، الذي استعان بالشيطان ليدمر به الأوطان العربية، ويظل هو الطاغوت المتفرج والمتشفي.