يجافي الحقيقة من يقارن العمل الذي يقدمه رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد داخل أروقة البيت الأزرق بالجهود غير المستقرة في بقية الأندية.
وجه السعد أبرم خلال الأشهر الثلاثة الماضية حوالي ثلاث عشرة صفقة ما بين تعاقدات محلية وخارجية وتجديد عقود، تلك الجهود تحققت بهدوء. اللافت أن تلك الصفقات التي هزت مشاعر المنافسين البعض منها وجد انتقادات متباينة بين عشاق الهلال وما أرمي له شريحة الجماهير البسيطة، حيث أبدت امتعاضها من التعاقد مع ذاك اللاعب، وهي في الأساس لا تعرف دقائق الأمور، وتناست أن خيوط الحياكة نسجها مدرب الفريق، ويدرك كل التفاصيل بعد أن سبر أغوارها، وحينما تكون الصورة في مثل تلك الظروف تختصر مسافة النجاح. ويبدو أن المناوئين يغردون خارج السرب، لأن القرارات الزرقاء تستمد ريادتها من الرؤية الفنية العميقة.
وتتجاوز الأصوات التي تقف ضدها وتستقي رؤيتها من العاطفة، وأحيانا تتفاعل مع نغمة النشاز المنطلقة من الكارهين للنجاحات الهلالية، ويستغلون مثل تلك الظروف بارتداء ثوب الوصاية، والصحيح أنهم يهدفون لتعكير الأجواء.
بقي أن نقول اتركوا وجه السعد يعمل فهو يتكئ على رؤية واسعة وآفاق عريضة، فقط يحتاج للدعم والوقوف المعنوي، لأن الهدف الذي ينشده إسعادكم. والمرحلة المقبلة تستدعي مزيدا من التحصين في الآراء المطروحة لزخم الاستحقاقات وخطورتها، بداية بالمقارعة الآسيوية والسوبر السعودي، فضلا عن العراك المحلي، وهذا الكم من المشاركات يتطلب تضافر جهود محبي الزعيم الملكي.
ولو عدنا للماضي قليلا لوجدنا هناك صفقات هلالية سابقة قرع لها الطبول وفشلت، وفي الوقت ذاته حضرت أخرى بهدوء، بل إن أقل المتفائلين لم يدر بخلدهم أن تتجلى بالقدر الذي أفرزه الأوروجوياني ميليسي بعد أن قلب المعادلة وأصبح بطل الفصل الأخير.
أعيد القول دعوا الربان نواف يعمل، وابتعدوا عن الانتقادات الهشة، لأن رؤيته مبنية على أرضية صلبة لتحقيق الأمجاد التي تنتظرونها.