من الأفكار الجميلة التي نفذتها الهيئة العامة للطيران المدني في مطار الملك خالد، شاشات قياس الرأي إلكترونيا، والتي تهدف -من وجهة نظري- إلى تحقيق درجات عالية من «السعادة» لدى مرتادي المطار، والتعامل مع مرافقه المختلفة.

في كل زاوية في المطار تجد شاشة، عليها سؤال واحد عن رأيك في الخدمة المقدمة لك، تعطيك ثلاثة خيارات لقياس مدى سعادتك. لست بحاجة إلى الوقوف، بلمسة واحدة فقط تكون أعطيت رأيك وغادرت المطار، لتتولى إدارة المطار تحليل التقييم وتقديم الحلول.

الجهة التي تضع هذه الطريقة لتقييم مستوى رضا العميل، هي تسعى بشكل واضح إلى تحسين جودة الخدمة له، وبالتالي تحقيق درحات مرتفعة في مؤشر السعادة.

يقول مسؤول في المطار عام 2016: «المطار يسعى إلى تلبية تطلعات المسافرين في الحصول على خدمة عالية الجودة بمرافق المطار».

قارئ كريم بعث بموضوع طويل، خلاصته في سؤال: لماذا لا يرتبط تقييم الموظفين السنوي برأي العملاء، ليرتفع الأداء وتتحسن تقديم الخدمة؟

وأضيف إلى اقتراح هذا القارئ: لماذا لا توضع في كل مؤسسة حكومية شاشة إلكترونية لتقييم الخدمة، كالموجودة في مطار الملك خالد، بحيث تصبح نهجا حكوميا عاما لاستطلاع رأي الجمهور، وقياس رضاه عن كل الخدمات المقدمة له، والوصول في نهاية الأمر إلى تحقيق مؤشرات مرتفعة في معيار السعادة، واستدامتها لدى المتعاملين مع المؤسسة؟!

عام 2015 أطلقت جمارك دبي حملة تحت مسمى «مستانس»، لقياس مؤشر السعادة لعملائها.

لماذا لا يتم تعميم تجربة مطار الملك خالد لتصبح برنامجا حكوميا -سمّه ما شئت- ويتم رصده يوميا، مما يحقق ارتفاعا في مؤشر «السعادة» للمواطن، كما تفعل كبريات شركات الاتصالات والبنوك؟

هذه المبادرات لا تحتمل التأجيل. تطوير بيئة العمل التي يرتادها الناس، والارتقاء بمنظومة العمل الإداري، يدعمان بشكل مباشر مؤشرات السعادة لدى المواطنين. أسعد الله أوقاتكم.