بدأ موسم الغبار الموسمي لمنطقة جازان والذي يستمر لفترة تقارب الشهرين، وتنعدم فيه الرؤية الأفقية بشكل كبير جدا ويزداد فيه معدل الحوادث المرورية، وتنتشر فيه أمراض الجهاز التنفسي وتتفاقم الحالات، ويتسبب في ارتفاع الضغط النفسي لربات البيوت في ظل قدرة الغبار الناعم على التسلل إلى جميع أرجاء المنازل .
وتبلغ معاناة المنطقة ذروتها عندما يجتمع (الثالوث) القاتل، فبالإضافة إلى الغبار الذي يشل الحركة ويورث الخمول نجد ارتفاعا في درجات الحرارة يقارب الخمسين درجة مئوية تقريبا مع وجود رطوبة مرتفعة تزيد من حجم المعاناة والتعب. وأمام هذه الظروف لا تجد العائلات لها ملاذا إلا الهروب إلى غرف التكييف طوال أوقات النهار حتى يحين المساء، فينقشع الغبار ويخف لهيب الشمس وتعتدل الرطوبة، فيخرج الناس لقضاء حاجاتهم والاستعداد لمعاناة يوم آخر.
ولكن ماذا يحدث عندما تجتمع هذه الظروف المناخية مع انقطاع متكرر للتيار الكهربائي؟ إن ما يحدث لايمكن وصفه إلا بمغالاة في زيادة حجم معاناة المجتمع، لا سيما الأطفال وكبار السن والمرضى. ولعل من الغرائب أن المجتمع الجازاني قد أضاف إلى مفضلة ذاكرته الانقطاع المتكرر للكهرباء كظرف مناخي رابع بالإضافة إلى الثالوث المناخي القاتل، كيف لا وهذا الانقطاع أصبح ديدنا سنويا مع كل موسم غبار دون حلول جذرية.
ومن اليوم الأول لموسم الغبار لهذا العام أبدى عدد من المواطنين بالمحافظات والقرى مخاوفهم على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف من تكرار حوادث الانقطاع للتيار الكهربائي، والتي يأتي معظمها بسبب سقوط الأعمدة وحرائق الترانسات وزيادة الأحمال، وطالب المواطنون بإيجاد حلول جذرية كاستبدال التمديدات الحالية بتمديدات أرضية، وزيادة الزيارات الاستباقية إلى المواقع الأكثر تأثرا بحالات الانقطاع الكهربائي، ورفع الطاقة الاستيعابية لتكون قادرة على تغطية متطلبات المنطقة، واستيعاب زيادة الأحمال في الظروف الحالية.
والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لا تنعكس آثاره فقط على زيادة المعاناة بسبب الظروف المناخية الحالية، ولكنها تشمل الضرر والأعطال التي تصيب الأجهزة الكهربائية بالمنزل والمنشآت. نختم حديثنا برجاء وأمل وطلب للزملاء القائمين على خدمات شركة الكهرباء بالمنطقة ليجعلوا موسمنا هذا أقل ألما ومعاناة.