شارك مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد عالي المستوى في الدورة الـ22 لمؤتمر البترول العالمي الذي استضافته إسطنبول التركية، في الفترة ما بين 9 – 13 يوليو تحت شعار «جسور نحو مستقبلنا للطاقة»، حيث أطلق بالتعاون مع رئيس مؤتمر البترول العالمي، الدكتور جوزيف توث، ونائب رئيس شركة توتال، جان مارك فونتين، الموقع الإلكتروني الجديد لمنبر صناعة البترول والغاز لتوفير الطاقة للمحرومين، وفقا لبيان صادر أمس من صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد).


 


ممثلو 70 بلدا





يعد مؤتمر البترول العالمي من أكبر المؤتمرات العالمية المتخصصة في مجال البترول والغاز ويعقد كل ثلاثة أعوام، حيث يجتمع الآلاف من المشاركين من ممثلي 70 بلدا عضوا من الوزراء والمسؤولين رفيعي المستوى وصانعي السياسات والمديرين التنفيذيين من أكثر من 100 دولة، فضلا عن ممثلي 1500 شركة متخصصة لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه صناعة البترول والغاز وانعكاساتها على الخطط الإنمائية القائمة.


وتأتي مشاركة مدير عام أوفيد في هذا المحفل العالمي في سياق خطة المؤسسة الاستراتيجية للقضاء على الفقر في مجال الطاقة من خلال حشد التأييد العالمي، وبناء التحالفات والتآزر مع كافة الكيانات أصحاب المصلحة، بما في ذلك صناعة البترول والغاز وغيرها من المؤسسات الاستراتيجية الشريكة، كما تأتي تفعيلا لمبادرة الأمم المتحدة للطاقة المستدامة للجميع، وتحقيقا للهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة المعني بضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.


 


وتيرة التقدم


في كلمته خلال المؤتمر وإطلاق الموقع الإلكتروني الجديد، قال الحربش إن «اليوم يمثل لحظة حاسمة لكل من أوفيد وأعضاء صناعة البترول والغاز الذين ينضمون إلينا لتسريع وتيرة التقدم صوب تحقيق الهدف السابع لأهداف التنمية المستدامة،» مشيرا إلى أن منبر صناعة البترول والغاز لتوفير الطاقة للمحرومين من شأنه أن يعمل على «توفير المساحة اللازمة لتعاون شركات البترول والغاز مع أصحاب المصلحة الآخرين بشأن مجموعة من الإجراءات والحلول المحددة التي تركز على وصول الجميع إلى الطاقة، بما في ذلك تحديد فرص المسؤولية الاجتماعية للشركات في البلدان المضيفة لها، وتحسين إدماج الوصول إلى الطاقة في السياسات والمشاريع على الصعيد القطري».


وأشاد الحربش بالموقع الإلكتروني الجديد، مؤكدا على أنه «سيتيح الفرصة أمام جمهور عالمي أكبر للاستفادة من منبر صناعة البترول والغاز». واختتم كلمته معربا عن أمله أن يساعد هذا الأمر على «تشجيع المزيد للانضمام لقضيتنا».


 


التعاون مع أوفيد


تعليقا على إطلاق الموقع الإلكتروني والتعاون مع أوفيد، أعرب الدكتور جوزيف توث، عن امتنانه للتعاون مع أوفيد «لرفع مستوى الوعي بدور الصناعة في معالجة وتيسير سبل الوصول إلى الطاقة للفقراء». وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم إطلاق منبر صناعة البترول والغاز لتوفير الطاقة للمحرومين في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا، بحضور شركائه من ممثلي مجلس البترول العالمي، وشركة توتال وشل الدولية، والشراكة العالمية لغاز البترول المسال، الاتحاد الدولي للغاز، ومؤسسة شل وغيرها من الشركاء الاستراتيجيين الآخرين. ويهدف منبر صناعة البترول والغاز، الذي تم تصميمه في سياق مبادرة الأمم المتحدة المتعددة الأطراف المعنية بتوفير الطاقة المستدامة للجميع، إلى تقديم الدعم المباشر اللازم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف السابع المعني بتوفير الطاقة المستدامة للجميع.


 


الطاقة للجميع


من المتوقع أن يتيح الموقع الإلكتروني الجديد للأعضاء استعراض مشروعاتهم المتعلقة بتوفير الطاقة للجميع والمشاركة في المجالات التي يركز عليها المنبر، فضلا عن النهج التعاوني مع جمهور أوسع نطاقا. ويأتي هذا بالإضافة إلى تقديم الموقع لمحة عامة تفصيلية عن أهداف منبر صناعة البترول والغاز وغيرها من الأنشطة، بما في ذلك تسهيل استفسارات العضوية.


وقد ضم وفد أوفيد المشارك في المؤتمر ممثلي قسم التخطيط الاستراتيجي والخدمات الاقتصادية في أوفيد، من بينهم رئيس القسم فارس حسن، الذي شارك في اثنين من اجتماعات الطاولة المستديرة، الأول بعنوان كمبادرة عن فقر الطاقة: توفير سبل الوصول إلى الطاقة للجميع عقد في 11 يوليو، بينما الآخر عن قيادة مجلس البترول العالمي: تعزيز العمليات المسؤولة والحلول المستدامة في 13 يوليو، وكذلك الدكتور نعمت الصوف، مستشار قسم التخطيط الاستراتيجي والخدمات الاقتصادية، الذي تحدث خلال ندوة تقنية عقدت في 11 يوليو بعنوان مبادرة التخفيف من حدة الفقر في مجال الطاقة. وقد قام بالتنسيق لهذه الفعالية السيدة إيمان الشمري من كبار موظفي قسم التخطيط الاستراتيجي والخدمات الاقتصادية في أوفيد.


 


مؤسسات الإعانة


يذكر أن أوفيد قد اتخذ الطاقة كمحور لأنشطته منذ نوفمبر عام 2007 تنفيذا للتوصيات الصادرة في إعلان قمة أوبك الثالثة في الرياض، والتي نصت على ضرورة مواءمة مؤسسات الإعانة في الدول الأعضاء لبرامجها من أجل القضاء على الفقر في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في البلدان النامية، خاصة الشعوب الإفريقية التي لا يؤدي نقص مصادر الطاقة لديها إلى إعاقة العملية الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل يحرمهم أيضا من التمتع بحياة صحية آمنة.


وقد أسهم في بلورة هذه التوصيات وإعادة صياغتها عام 2008 الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في مؤتمر جدة للطاقة بإطلاق مبادرته «الطاقة من أجل الفقراء»، سعيا إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار في مجال الطاقة وتحقيق التقدم المنشود، والتي اتخذها أوفيد كحجر الزاوية لخطة عمله على أرض الواقع.


ثم جاء إعلان مجلس أوفيد الوزاري الصادر عام 2012 حول «الفقر في مجال الطاقة» الذي تأسست عليه استراتيجية عمل أوفيد الجديدة، حيث تعهد بتقديم مليار دولار أميركي (3.75 مليارات ريال) لدعم مبادرة أوفيد «الطاقة من أجل الفقراء».


وبعد عام واحد من إعلان مدير عام أوفيد لهذا التعهد، أصدر المجلس قراره بتحويل هذه التعهد إلى التزام متجدد.


ويسعى أوفيد بقيادته إلى تكثيف جهوده في هذا المجال المهم، حيث لا يزال هناك 1.1 مليار شخص يعانون من فقر الطاقة ونحو 2.9 مليار شخص يعتمدون على الكتلة الحيوية لأغراض التدفئة والطهي التي تتسبب في وفاة الملايين سنويا من جراء استنشاق الغازات السامة المنبعثة.