يُعرّف طفل متلازمة داون، أو ما يعرف بين العامة بالطفل المنغولي، بأنه طفل يعاني صعوبات في التعلم، تختلف بشكل كبير عن أقرانه من السن نفسها. وأول من وصف الحالة هو الطبيب «جون لانجد داون» والذي سميت الحالة باسمه عام 1866، والذي لخّصها بأنها نتيجة وجود كروموزوم زائد في كل خلية، فعدد الكروموزومات في خلية الشخص العادي «46 كروموزوم» بينما في حالة الداون يكون عددها «47»، وتكون لهم صفات وملامح مشتركة يتشابهون فيها، مثل قِصر القامة والأيدي العريضة ذات الأصابع القصيرة، والأعين المسحوبة، وهم أشخاص يمكن القول عنهم إنهم يعانون إعاقات ذهنية، ويحتاجون إلى برامج تعليمية وتأهيلية متخصصة، وهي

نادرة لدينا للأسف، وتنحصر فيما يطلق عليه مدارس التربية الفكرية، وهي ذات أثر محدود جدا في أطفال الداون.

وفي هذا السياق، من الملائم جدا أن نورد تجربة دولة متقدمة مثل المملكة المتحدة في هذا المجال، إذ قامت بتبنّي دمج هؤلاء الأطفال في مسار التعليم العادي في المدارس الابتدائية منذ عام 1981.

إن أمرا مماثلا من شأنه تشجيع هذا الطفل ليشعر بأنه طفل عادي لا يختلف عن أقرانه، وهو أمر أطرحه بين يدي وزارة التعليم لتبنّيه وبحث سبل تطبيقه، ومع دعم البرامج المتخصصة وتأهيل المعلمين المختصين، وتبادل الخبرات مع المعاهد العالمية في المملكة المتحدة وسواها، فإننا سنصل إلى مبتغانا بشكل أكبر، وكم أتمنى من رجال الأعمال لدينا ممن يدعمون المشاريع الخيرية، بتبنّي إنشاء معاهد متخصصة تدعم إطلاق البرامج التأهيلية، بدءا من والدَيّ الطفل وانتهاء بالطفل نفسه، وهذه المعاهد من شأنها أن تجيب عن تساؤلات الوالدين مثل: هل سينمو طفلي بشكل طبيعي؟ هل سيعاني مشاكلات صحية؟ كيف أتعامل مع مرحلة المراهقة؟ هل ستكون لديه رغبات جنسية، وكيف أتعامل مع الوضع؟ إلى أي حد يجب أن نمارس عليه الرقابة والقيود؟

إن إجابة هذه التساؤلات من شأنها تثقيف الوالدين وتأهيلهما للتربية الصحيحة لمثل هذه الحالات.

إضاءة: أعمال البر لا تنحصر في بناء المساجد وحفر الآبار، بل هي أشمل من ذلك، إذا ما وسّعنا آفاقنا ونظرنا

إلى الأمور من زوايا مختلفة.