اختارت إدارة مهرجان الجم للموسيقى السمفونية في تونس، السبت أن تحيي ذكرى «ملك التينور» (صوت رجالي يؤدى خلال العروض الأوبرالية) وأشهر مغنيي ا?وبرا العالميين «لوتشانو بافاروتي» في افتتاح الدورة 32. «بافاروتي» كان حاضرا في المسرح الأثري بمدينة الجم شرقي تونس، من خلال عرض أحيتها أوركسترا الأوبرا الإيطالية بقيادة «باولو أندريولي». وشارك في العرض أيضا الفنان التونسي حسان الدوس الذي أدى أغنيتين لبافاروتي. وسيحتضن المهرجان 8 عروض عالمية تمتد إلى 12 أغسطس القادم تحييها فرق من النمسا وإيطاليا وإسبانيا وتايوان وتونس ورومانيا كما سيسجل المهرجان مشاركة عازف الكمان العالمي حسن شرارة من مصر.
محاكاة الأصوات الإيطالية
قال باولو اندريولي قائد الأوركسترا «سعيد أن يشاركنا الفنان التونسي حسان الدوس وسنكرر التجربة معه فله قدرة على محاكاة الأصوات الإيطالية ونحن لدينا نفس المواصفات الفنية». وكانت الساحة الفنية العالمية قد فقدت «ملك التنيور» في 6 سبتمبر 2007، ليترك وراءه أغان بقيت خالدة لدى محبي الفن الأوبيرالي من بينها O sole mio و Core n›grato وCaruso، وشهد العرض إقبالا جماهيريا كبيرا من التونسيين كما سجل حضور عدد من السياح الأجانب.
مهرجان الجم ذو إشعاع دولي اختص في الموسيقى السمفونية منذ تأسيسه 1985 بمدينة الجم بمحافظة المهدية (شرق)، ويقام داخل القصر الروماني الشهير الذي أدرج أواخر السبعينات على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) واعتلاه أشهر الفنانين والموسيقيين العالميين ويحتضن تظاهرات ثقافية ذات طابع تاريخي.
انفتاح على الحضارات
أكد رمزي جنيح مدير المهرجان أن «الجمهور الغفير حضر من كافة مدن تونس ليفتتح العرض بشبابيك تذاكر مغلقة وما زاد الحفل تألقا مشاركة الفنان حسان الدوس»، وأعرب حنيح عن «رغبته في تشريك الأوركسترا العربية في دورات قادمة.. وأنه رغم أن السمفونية ليست من تقاليد التونسيين إلا أنهم منفتحون على الحضارات الأخرى». كما عبّر الفنان حسان الدوس عن «سعادته بنجاح العرض قائلا إنه «لن ينسى هذا العرض الذي حضرت فيه ذكرى رمز السمفونية في العالم.. في مكان له رمزية تاريخية وحضارية ذات جمالية». وتابع «أنا من المدافعين عن السياحة الثقافية..».