فيما تمخض اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترمب، خلال لقاء تم عقده على هامش قمة مجموعة الدول العشرين، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في بعض أجزاء سورية، يبدأ اليوم، أكدت مصادر من المعارضة السورية المسلحة وصول تعزيزات ضخمة إلى قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية له في محيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعد مؤشرا لاستعداد النظام وإيران لشن هجوم عسكري جديد على قوات المعارضة المسلحة في منطقة البادية السورية.

وشن النظام وميليشيات إيران في الفترة الماضية هجمات متفرقة على مواقع المعارضة التي كانت متمركزة في قاعدة التنف الحدودية مع الأردن، قبل أن تعترضهم مقاتلات التحالف الدولي، وتحدث أضرارا بالغة في الأرواح والمعدات، في وقت تسعى إيران إلى استغلال هذه المنطقة، كونها تفتح طريقا بريا لها يربط بين العراق وسورية ولبنان.


معسكرات للأطفال

أضافت المصادر، أنه وفقا لمعلومات ميدانية موثقة، فإن إيران تسعى إلى إقامة معسكرات تدريبية في البادية السورية قرب محيط مدينة تدمر، وذلك بهدف تمركز الميليشيات التابعة لها، مشيرة إلى أن معظم العناصر التي تم استقدامها لهذه المعسكرات لا تتجاوز أعمارهم الـ18 عاما، فيما يشرف على تدريبهم ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، في حين يتم منع ضباط النظام السوري من الاقتراب أو الدخول إلى هذه المعسكرات.

وبحسب مراقبين، فإن الخطوة الإيرانية لتجنيد الأطفال، تأتي خشية نقص العنصر البشري جراء الخسائر التي تتكبدها الميليشيات الإيرانية على الجبهات، في وقت بدأت هذه الميليشيات التقدم نحو مدينة الزور، وتأمين فتح ممرات برية بين الحدود البرية العرقية السورية قبل نحو 3 أشهر، فيما تهدف إلى مواصلة طريقها نحو البادية السورية والاستحواذ على مناطق أكثر فيها.


ترتيبات وقف النار

كان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني، أعلن أول أمس، وجود اتفاق بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا، على ترتيبات لدعم وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، ويتم العمل به بدءا من اليوم. وأوضح المومني أنه ووفقا لهذه الترتيبات، سيتم وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها بين قوات النظام والميليشيات من جهة، وفصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة أخرى. ويأتي هذا الاتفاق، كخطوة أولى لتمهيد وقف إطلاق النار بشكل كامل، والوصول إلى خفض دائم للتوترات القائمة في الجنوب السوري، يسمح بإدخال المساعدات الإغاثية للمتضررين، ويعيد الاستقرار الغائب منذ سنوات.