عندما نتحدث عن كيان تأسس بطريقة مختلفة في البناء والمسيرة وتحقيق المكتسبات، لا بد أن نقف أمام كل مرحلة مر بها لتفردها في الأداء والأسلوب.
تلك الحقيقة تتجسد في واقع النادي الأهلي، الكيان الذي شيده رجال يحملون من الوعي والفكر الكثير، وعلى
رأسهم رائد الرياضة الأول الراحل الأمير عبدالله الفيصل، الذي ظل ردحا من الزمن يقدم الدروس في مفهوم التنافس الشريف.
كان قصر الفيصل مكانا لالتقاء الرياضيين بمختلف ميولهم، علاوة على رجال الثقافة والفن والسياسة، لأن المجال رحب ويتسع لكل الألوان والأطياف.
كان من الطبيعي أن يسرق هذا النادي الذي لم يفارق المنصات ميولنا في صغرنا رغم مجافاتنا له في الكبر، غير أن الذاكرة تحتفظ بالأيام الخوالي لأهلي الكؤوس.
رائد الرياضة رسخ منهجا ما زال يعمل به داخل أروقة النادي رغم تعاقب الأجيال والإدارات، الدليل أنه طوال تاريخه لم يخرج إداري أو لاعب أو عضو شرف يسيء إلى الكيان المؤسس على الرقي، وفي الوقت ذاته لا يتردد من يقود دفته في تسريح أي لاعب يشعر أنه غير متوائم مع السياسة الراسخة التي يفعلها حاليا الرجل الصامت الأمير خالد بن عبدالله، ولهذا أصبح الملكي مؤسسة ليست كروية فحسب، إنما مدرسة تعليمية تواجد فيها نماذج متميزة في كافة المجالات، التعليم والطيران والقيادات الإدارية، ولعلنا نتذكر على سبيل المثال لا الحصر، الدكتور عبدالرزاق أبوداود، والطيار سعد الهدار، والمهندس الكيال، وأحمد عيد وعزت اللذين تخرجا من رحم الأهلي وتعاقبا على قيادة الدفة الرياضية، في إشارة إلى أن هذا الكيان حريص على جمع العلم والرياضة جنبا إلى جنب، ولا ريب أن المتأزمين نفسيا قد يثقلهم تفرد الشخصية الأهلاوية، ويحاولون عبثا الإسقاط عليه أو المساس به بطرق مختلفة، لكنه ظل صامدا لا تهزه الرياح مهما كانت قوتها، ولن أذهب بعيدا، فمن تشدق بتدمير هذا الكيان سقط في الفخ رغم امتلاكه المال والدعم، أما من ألقوا التهم جزافا لقامات لها أحاديتها فمصيرهم التواري، لأن منصة هؤلاء ستغيب شمسها كسابقتها، وستكون النهاية الجميلة للقلعة الخضراء الصامدة.