الانتقائية في طرح الآراء ما بين مرحلة وأخرى لا تزيد أصحاب هذه المدرسة إلا مزيدا من فقدان الثقة بهم من قبل المتلقي، وتحديدا عندما يتعلق الأمر بالآراء التي تطرح بهدف إصلاح الخلل والبعيدة عن الشخصنة وتصفية الحسابات.
وما يحدث هذه الأيام من سباق محموم بين أندية دوري جميل لحسم التعاقدات والعمل الجاد على توفير سبل النجاح لموسم سيكون مختلفا بشكل جذري عن جميع المواسم السابقة، بعد إقرار مشاركة الحارس الأجنبي، ورفع عدد اللاعبين الأجانب إلى 6 لاعبين، فالمتابع للمشهد الرياضي لدينا يجد أن هناك أندية ضربت بقوة في سوق التعاقدات بغض النظر عن القيمة الفنية لتعاقداتها، وخلقت انطباعا لدى الجماهير أن إدارات تلك الأندية بذلت قصارى جهدها من أجل استحقاقات فرقها للموسم المقبل، ففي الهلال أبرمت إدارته العديد من الانتدابات الجديدة التي لاقت رضا واستحسان المدرج الأزرق، وفي النصر، ورغم حملة الانتقادات والتجريح التي طالت رئيسه الأمير فيصل بن تركي، إلا أنه أراد الرد على طريقته الخاصة رغم كل الظروف التي يمر بها العالمي، وفي الاتحاد رفع مناصروه من جمهور وإعلام شعار «القناعة كنز لا يفنى»، ليس لأن ناديهم يفتقد المادة، لكن عطفا على القضايا التي تحاصره في فيفا، التي منع على ضوئها من تسجيل لاعبين جدد، ورغم ذلك إلا أن إدارته أبت إلا أن تجدد عقود مدرب الفريق واللاعبين الأجانب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في الضفة الأخرى من عروس البحر نجد أن الأهلي ما زال يبحث ويبحث ويبحث من أجل إكمال صفوفه رغم توفر كافة الإمكانات المادية، فمن غير المعقول أن ينطلق المعسكر الخارجي للفريق وسط تأخر عدد من لاعبيه المحليين، ودون حسم تعاقدات الفريق من اللاعبين الأجانب، وتأخر انضمام مدرب الحراس للمعسكر، ليصاب جمهور ناديك بالقلق على مستقبل فريقهم، فالعشاق والأنصار لا يهتمون كثيرا بالتفاصيل الدقيقة للعمل إطلاقا، فهم يهتمون فقط بما تقدمه لهم من عمل يوازي قيمة وقامة ناديهم الكبير، فهل من بوارق أمل تلوح في أفق الأهلي في القريب العاجل؟ أم أن ذات الأخطاء ستتكرر لتزيد من أوجاع مدرجه الذي لا يستحق إلا الفرح.
