كشف موقع كوارتز العالمي -نقلا عن القائم بأعمال النائب الأميركي العام عن المنطقة الجنوبية في نيويورك جون كيم- قوله، إن المبنى الإيراني الذي تمت مصادرته من السلطات الأميركية، أول من أمس، كان متورطا في دعم الحكومة الإيرانية بملايين الدولارات سنويا، مما ساعد اللوبي الإيراني على التغلغل بقوة في المؤسسات والشركات الأميركية.

وأوضح التقرير أن ناطحة السحاب التي تتمركز في قلب منطقة مانهاتن بمدينة نيويورك، كانت تنتهك العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران منذ عام 1995، عبر تحويلها الأرباح المجنية إلى النظام الإيراني، وصرفها في تمويل الإرهاب.

وكانت السلطات الأميركية رفعت دعاوى قضائية ضد هذا المبنى منذ عام 2008، إلا أنها لم تتمكن من حق مصادرته إلا أول من أمس، في وقت يناهز ثمن هذا المبنى المؤلف من 36 طابقا، بنحو 500 مليون إلى 1 مليار دولار.



شبكات معقدة

أوضح التقرير أن المبنى كان مملوكا بالاسم لصالح شركة «650» في شارع فيفث أفينيو، وهي شركة تابعة لشركة شل العالمية، إذ تأسست عام 1989 لتجنب دفع ضرائب فيدرالية على الإيجار الذي تحصل عليه، لافتا إلى أن هذه الشركة تحولت ملكيتها بعد ذلك لشركة أخرى تابعة لشل، ومسجلة في منطقة جيرسي، فيما ساعدت هذه الشبكة، في تمرير قيمة الإيجارات إلى «بنك ميلي» المملوك للحكومة الإيرانية.

وأضاف التقرير، أنه على الرغم من أن الشبكة وضعت أساسا لتجنب الضرائب، إلا أنها كانت مناسبة فيما بعد لإخفاء جهة الملكية الحقيقية عن السلطات الأميركية عندما تم تطبيق العقوبات، فيما كان يتطلب إثبات استفادة البنك الإيراني بشكل نهائي من الإيجارات في المحكمة، إنشاء تحقيقات شاركت فيها 5 مؤسسات على الأقل، هي: مكتب التحقيقات الفيدرالي، دائرة الإيرادات الداخلية، شرطة نيويورك، وزارة العدل، مكتب الادعاء العام في مانهاتن.



قرار تاريخي

وصف التقرير قرار المحكمة هذا الأسبوع بأكبر مصادرة مدنية متعلقة بالإرهاب في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تضمنت هذه المصادرة منع جهات مشبوهة من تأسيس شركات سرية في أميركا، لافتا إلى أن تمرير مثل هذه القوانين في الكونجرس الأميركي سيجبر الشركات العالمية على الكشف عن الجهات المالكة الحقيقية للممتلكات في البلاد.

في غضون ذلك، كشفت تقارير أميركية أن عملية مصادرة مثل هذه الممتكلات ربما يكون مهما لبيعها وصرفها لعائلات ضحايا الإرهاب المرتبط بالنظام الإيراني المتوزع في عدة مناطق حول العالم.