أتمنى أن أسمع أصوات الحناجر الملتوية للذين تعالت أعناقهم دون حياء ضد الأميرة عادلة بنت عبد الله ونشاطها الاجتماعي الفاعل؛ وهم الرجال العاجزون عن فعل ربع ربع فعلها الخيري كامرأة مكافحة للفقر والعنف الأسري في المجتمع؛ أتمنى أن أسمع هؤلاء ممن هم ضد عمل الكاشيرات وضد منتدى خديجة بنت خويلد وأهدافه النبيلة لتمكين المرأة من رزقها في الأرض حفظا لها من فتنة الفقر والفراغ والابتزاز!! أقول أتمنى أن أسمعهم لا في كيفية معالجة فقر النساء ولا في حمايتها من العنف الأسري ولا ضد المتاجرة بهن مسيارا ومسفارا وعبثا، ولا في تعليقها سنوات دون طلاق أو زواج ولا في بيع الصغيرات زوجات لكهول؛ وإنما ليسمعونا صوتهم فقط في معارضة "العضل" الذي بات منتشرا ولا تخلو صحيفة في أسبوعها من خبر معاناة إحداهن من إمساك وليها لها عن الزواج!! بحجة القبلية وعدم كفاءة النسب والطمع في أموالها؛ وأتساءل: أين هؤلاء الذين أسماهم الزميل العزيز خلف الحربي ذات مرة بـ"التيار النسونجي" لما عودونا عليه في رفع راية الدين فبكل أمر ظهرت المرأة فيه موضوعا بهدف تمكينها من حقوقها التي شُرعت لها من فوق سموات سبع!؟ أين هؤلاء الذين يخشون على المرأة من فتنة الاختلاط كما يزعمون؛ ولا يخشون عليها من فتنة الكساد والترهل والضرب والتعذيب في بيت ولي ظالم، وهم يعلنون حراستهم للفضيلة ثم يتناسون أمر الله حين يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ " وقوله" وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ". بصراحة شديدة؛ ما هذه الحناجر التي ترى الحق حقا وتزيغ عنه انتصارا لأهواء تعامت قصدا عن شريعة الله شهوة في الظهور والمتاجرة بدين الله إلا مصابة بداء ريحه مُنتنة؛ ولا مناط لنا من إدارة ظهورنا لها؛ حتى لا تُضايقنا بريح حناجرها الكريهة؛ فما لها سوى صوت يرتد صداه على أسماعها؛ وبعيدا عن هؤلاء؛ أتمنى أن أجد إجابة شافية لسؤال لدى المسؤولين: إلى متى سيستمر العبث في حياة السعوديات بحجة ولي الأمر الذي قد يكون ظالما أو سكيرا أو مدمنا أو فاسقا؟! وأسوأ أنواع العبث اليوم في حياتهن منعهن من حق الله في الحياة والأمومة؛ بحجة عدم كفاءة النسب أو الطمع المادي!! فقبل الأمس في عكاظ خبر لعضل امرأة ثلاثينية يمنعها والدها الزواج من ابن عمها؛ فيما يتاجر بها على الخُطاب الأجانب بـ 500 ريال مقابل النظرة الشرعية؛ بينما تطلعني الزميلة نسرين نجم الدين في "الوطن" على رفع قريب بعيد في النسب قضية تفريق بين أخت زوجته وزوجها في إحدى المحاكم بحجة عدم تكافؤ النسب؛ رغم موافقة أوليائها الأقربين وهم أشقاؤها التسعة على زواجها؛ فوالله لا أعرف شريعة في السماء أو في الأرض تمنع النساء من الزواج كما نفعل نحن؛ فلماذا ألصقنا هذا الفساد للضمائر بدين عظيم هو الإسلام!؟