قبل أن أحدثكم عما وعدتكم به في مقال الخميس الماضي، عندي سؤال أراه مهما جدا وهو: هل التآمر والمحاولة لإسقاط نظام الحكم في المملكة يعد أكبر خطر، بل وأعظم كارثة على السعوديين جميعا بالدرجة الأولى، ثم المقيمين فيها، والمستفيدين من وجودها في العالم العربي والإسلامي والعالم كله، أم لا؟ أم أن هذا الأمر فيه نظر ويمكن اعتباره موضع نقاش!!؟

فيما أعتقد، لا أظن أنني بحاجة لأن أقول: نعم إنه كارثة الكوارث عند كل مواطن، وكل ذي عقل راشد من العالم كله، ولا يمكن بل يستحيل على أي مواطن أن يكون هذا الأمر موضع تساؤل أو نقاش عنده مطلقا!!.

نعم لا مساومة ولا حتى نقاش حول بقاء وتكريس هذا الكيان العظيم، الذي يراه المواطنون أنه أعظم وأجمل بلد في دنياهم مهما اعترى مسيرته من أخطاء أو تقصير، فتلك أمور يمكن مناقشتها، ولكن تحت سقف الوطن وبين أهله!!.

ولكن!! لكن مع الأسف الشديد أن كارثة الكوارث هذه كان تحقيقها هدفا استراتيجيا لنظام الحمدين في قطر، وكان لهم أدوات ومؤيدون من رموز تنظيمي الإخوان والسروريين الموجودين داخل المملكة وخارجها، وتنظيم السروريين بالذات متجذر ومتوغل داخل القطاعات كافة في المملكة، وتيار الصحوة الذي مكنهم له أتباع وأنصار فكريا في كل بيت، خاصة من الجنس الناعم، وكل شبابنا المضلل الذين حملوا السلاح ضدنا في الداخل أو خرجوا إلى التنظيمات الإرهابية في الخارج تحت رايات الجهاد المزعومة، خرجوا من عباءة هذا التنظيم السروري الخطير، الذي يتظاهر رموزه الآن بالبراءة تحت ستار الصمت، أو تحت ستار وسائل أخرى أخذوا في استخدامها بخبث واضح.

يقول الكاتب الحائلي الجميل فهيد العديم في رسالة خاصة: (هناك حيلتان من حيل الإخوان وأفاعي السروريين لاحظتهما في السوشال ميديا؛ إحداهما قديمة لكن الآن يحاولون حصد ثمارها؛ وهي الإساءة و(صهينة) الإعلام المحلي بالذات، لأنه يكشف توجهاتهم حتى أصبح المتلقي البسيط أحيانا يردد نفس كلامهم من أن صحفنا بائسة

وبلا مهنية، وتسيء للدين والوطن… إلخ.

أما الحيلة الجديدة: فهي تضليل الناس بأن الأزمة الحالية شأن سياسي بين حكومات لا شأن للشعوب به؛ وهذا الخطاب أصبح سائدا، وهو محاولة لتهدئة الغضب الشعبي ضدهم، بعد أن انكشفت عورتهم الفكرية الوعظية

أمام الملأ، وصاروا منبوذين لدى الأكثرية، وهناك من خاطبهم في حساباتهم بتويتر وباقي وسائل التواصل، وقالوا لهم بصريح العبارة: أنتم كذابون، وكنتم تضللوننا باسم الدين، وتحت شعارات المطالبة بحقوقنا، والسعي لإثارة الفتن تحت غطاء إبراء الذمة، وتصيد مكامن التقصير والخطأ وتضخيمها، والتشهير بها، وتوجيهنا ببسالة إلى محاسن بعض الأنظمة التي اكتشفنا أنها كانت تدعمكم وتهيئكم لأهداف الإضرار بالوطن، وأنتم زوار دائمون لدول تلك الأنظمة من إسطنبول التي تسمونها (عاصمة الخلافة!!) إلى الدوحة التي ترددون أنها الخادم الأكبر للدعوة الإسلامية، والملاذ الآمن لكل فار من الظلم في بلاده، ورفعتم مع نظام الحمدين هناك وكرستم شعار (كعبة المضيوم!!)، والآن أنتم إما صامتون، وإما انتقائيون لآيات وأحاديث تكتبونها ظنا منكم أننا لا نعرف مقاصدها التي تريدون، أو أنها كافية لدرء الشبهة عنكم، بينما أصبح الغالبية يعرفون ضلالكم وأهدافكم، حتى إن جماهيركم بدأت تنفض عنكم بعد أن اكتشفت حجم الخديعة التي مارستموها عليها باسم الدين وتحت ستار ما سمي بالصحوة طيلة أكثر من ثلاثين سنة!!).

الزميل فهيد، أشار إلى حيلتي رموز التنظيمين الإخواني والسروري بالمملكة، اللذين حشرتهما الأزمة مع تنظيم الحمدين في زاوية ضيقة، لكن هناك متذاكون آخرون، اكتشافهم سهل من خلال وسائل التواصل، في تويتر، وفيسبوك، وبعض المجالس، وغيرها ولعلهم في قروبات الواتس أكثر وأوضح، وهم يمكن اعتبارهم فريقا واحدا اسمه (المخذل التهويلي)، وهم نوعان، هما: الأول: المهون من شأن (تنظيم الحمدين) في قطر، بل وتكذيب ما ينشر من حقائق عن تآمره من خلال دعم المنظمات الإرهابية، واستهداف إسقاط الأنظمة، والنظام السعودي في مقدمتها، وهؤلاء يرون أن معالجة الأزمة وفق ما تم، تهور وبعضهم يقول بإيعاز أميركي غربي لأهداف أخرى!!!.

أما النوع الثاني: فهم مروجو التهويل والخطر على المملكة من جراء موقفها من التنظيم القطري، وهؤلاء لا يدعون مقطع فيديو أو مقطع تسجيل، أو مقالا أو تصريحا، يضخم هذا الخطر على السعودية ويهول عواقبه عليها، إلا ونقلوه وروجوا له بمقدمات فيها من الوعيد والتهديد المبطن ما يتظاهرون به من خوف على الوطن، بل ويستدعون ويوقظون مقاطع ومقالات قديمة، لأمثال فضيلة الشيخ الاشتراكي الشيوعي القومي الإخواني عبدالله النفيسة، وفضيلة الشيخ المتلون التكفيري كساب العتيبي وغيرهما من الكذبة المؤولين وهم كثر، أو مقولات ومقالات هواتف العملة القطرية من عرب وعجم، ثم لا يتورعون عن تسفيه كل من يحلل هذه المقاطع والمقالات ويردها إلى أصلها لتوضيح عوراتها وتزويرها، ولا يتوقفون عن تصيد ما يصفونه بمواقف الدول الكبرى من خلال فرد هنا أو هناك

لا يمثل قيمة، ولا يصح الاستشهاد به للتعبير عن موقف سياسي لبلده.

فريق التيارين السروري والإخواني، وفريق التخذيل والتهويل، كلاهما يتذاكيان، ويظنان أنهما غير مكشوفين، بل ويعبران عن حزنهما بطرافة مضحكة على التيار الجارف من المواطنين في مواقع التواصل الذين هبوا للدفاع

عن وطنهم، وتبيين وإشهار حقائق التآمر عليه من تنظيم الحمدين ومن أذنابه داخل الوطن وخارجه، فهما يعتبران هذه الغالبية العظمى من أبناء وبنات الوطن مسيرين ولا يعرفون أين مصلحتهم أو مصلحة وطنهم، ويستشهدان بأبيات حكمة ومقولات مأثورة للتعبير عن مدى حزنهما المزيف المصطنع على هذه الجماهير التي لم يعد أي قيمة تذكر عندها لهذين الفريقين!!.

والآن سأعود مرة أخرى إلى السؤال الذي طرحته في بداية المقال، وأكرره حتى لا ننساه وحتى نضعه أمام أي واحد من الفريقين اللذين ذكرتهما لعل الله يهديهما إلى الحق ومعرفة قيمة وطنهما، والسؤال، هل التآمر ومحاولة إسقاط النظام السعودي كارثة الكوارث عند السعوديين، وغيرهم أم أن الأمر فيه نظر!!؟ دعوهم يجيبون بصراحة ووضوح، وبدون تذاكٍ، فهو مكشوف بل وسمج!!