يتزايد عدد السياح السعوديين في الخارج عاما بعد عام، وتشهد مواسم الإجازات، خاصة الصيفية، ضغطا كبيرا على سفارات الدول ووكالات السفر والسياحة، ومع ذلك ما زال بعض المواطنين يعاني الجهل بإجراءات السفر إلى الدول الأجنبية، مما يعرضه للمشكلات في البلد الذي يقصده، وقد يغرّمه مبالغ مالية كبيرة، حين يصل إلى وجهته ويمنع من الدخول، لعدم الحصول على التأشيرة المطلوبة مثلا، وهو ما حصل مؤخرا لأسرة سعودية في مطار سراييفو، فيضطر إلى حجز رحلات جديدة للعودة إلى المملكة.

هذه المشكلة تتكرر كل عام، مما يجعلها جديرة بالاهتمام من الجهات المسؤولة عن إجراءات المغادرة في المطارات، وعلى رأسها الجوازات، إذ من المجدي المطالبة بالتأشيرة مع الجواز قبل المغادرة، أو تنبيه المسافر إلى إمكان أو عدم إمكان إصدارها في مطار البلد المقصود، حين يكون ذلك متعذرا.

كما يمكن التنسيق مع السفارات الأجنبية في المملكة لتوفير قوائم بالدول التي يحتاج قاصدوها إلى تأشيرات، بحيث توضع تلك القوائم في لوحات إعلانية بارزة في صالات المغادرة الدولية.

من المجدي أيضا، أن تتضمن الإعلانات التلفزيونية السياحية للدول في القنوات الفضائية، تنبيها إلى ضرورة حصول المواطن السعودي على التأشيرة للدولة المعلن عنها، وتحديدا للمدة المقررة للحصول عليها، وتوضيحا للبوابة الإلكترونية لسفارة تلك الدولة.

يمكن أيضا التنسيق مع وكالات السفر والسياحة في المملكة لتنبيه الراغبين في السفر إلى ضرورة الحصول على التأشيرة خلال الحجز، بحيث تتضمن التذاكر الورقية والإلكترونية تنبيها لذلك، حين تكون الوجهة المقصودة بلدا يتطلب دخوله الحصول عليها.

مثل ذلك، يمكن أن يقال عن جهل بعض المواطنين بالقوانين والأنظمة في بعض الدول، ذلك الجهل الذي جعل منهم مادة للتندر في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفيديوهات والصور الملتقطة، أو جعل بعضهم ضحية للعصابات وهدفا للمحتالين.

ويمكن تفاديا لذلك، أن تعمل وزارة الخارجية على إصدار كتيبات توعوية توزع على المسافرين في الصالات الدولية، تحوي بيانا بأهم القوانين والأنظمة في البلد الذي يقصدونه. ويمكن أيضا أن توضع في المطارات صالات خاصة تحوي منصات إلكترونية للدول الأجنبية، تقوم عليها سفارات تلك الدول بالتنسيق مع وزارة الخارجية، تكون مهمتها إصدار التأشيرات، والتوعية بالقوانين والأنظمة، والتحذير من الأنشطة المحظورة على السياح، ومن الأماكن والوجهات غير الآمنة في البلدان المقصودة.

كل ذلك غايته الاهتمام بصورة السائح السعودي، وهو سفير لبلده بلا شك، وسينعكس ذلك إيجابيا على الوطن وعلى المواطن، فيحفظ للوطن صورته المميزة وللمواطن كرامته، حين يلحظ الآخرون وعيه ورقيّه، فلا يبدو لهم في صورة الجاهل الغر.