في الوقت الذي تواصل فيه قوات سورية الديمقراطية «قسد» بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التقدم صوب مركز مدينة الرقة السورية لاستعادتها من عناصر تنظيم داعش المتشدد، يؤكد خبراء أن التحركات الكردية المتسارعة في المناطق التي تشتعل فيها المعارك يشير إلى وجود نوايا قوية لإنشاء مناطق حكم ذاتية في المناطق الغنية بالعوائد النفطية، في وقت يمكن أن تشعل هذه الخطوة الغضب التركي وقد تنعكس على كامل المنطقة.
وبحسب مصادر ميدانية، يترك مقاتلو تنظيم داعش المناطق التي كانوا يسيطرون عليها لسنوات في الرقة وجوارها للميليشيات الكردية، وذلك بعد تقدمها صوب أحياء عديدة في المدينة بدعم جوي من طيران التحالف الدولي، مشيرة إلى أن داعش بات يسيطر على 5 أحياء فقط في المدينة، وهو الأمر الذي يزيد من تسريع الخطوات الكردية للتخطيط لمرحلة ما بعد تحريرها.
إعادة رسم المنطقة
يرى محللون أن الفوضى التي جدت في المنطقة العربية منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي، أحدثت نوعا من انقسام الدولة القُطرية التي تم رسمها خلال ما يعرف باتفاقية «سايكس - بيكو» الشهيرة مطلع القرن الماضي، وهو الأمر الذي تمثل في سيطرة داعش على أجزاء واسعة من أراضي العراق وسورية عام 2014، قبل تراجعه وملء الميليشيات الإيرانية الفراغ الذي نتج عن ذلك، واقتحامها الحدود العراقية السورية المشتركة مؤخرا.
كما تنتاب الحكومة التركية شكوكا حول وجود مساع حثيثة من قبل الدول الغربية لتوفير الأرضية لإنشاء كيان كردي مستقل في الجنوب التركي، وتكرار التجربة الكردية في إقليم كردستان العراق، حيث ترى أنقرة أن الأسلحة الأميركية المقدمة لميليشيات قوات سورية الديمقراطية «قسد»، ما هي إلا نواة أساسية لجيش الدولة الكردية الوليدة، في وقت تكرر واشنطن تعهداتها لأنقرة بأن الأسلحة المقدمة سيتم سحبها بعد الانتهاك من المعارك مع داعش.
تصادم المصالح
تسعى كل من روسيا وإيران إلى استحواذ بعض النفوذ في مستقبل الصراع السوري، حيث تعمل طهران عبر ميليشياتها المحلية إلى تأمين ممرات برية تربط بينها وبين العراق وسورية، فيما تعزز روسيا من قدرات قوات النظام لضمان عدم تعكير نفوذها على الساحل السوري والعاصمة دمشق. وعادت الساحة السورية إلى الواجهة الدولية بعد خفوتها، إثر تحرك القوات الأميركية عسكريا بكثرة في الفترة الماضية، وتوجيه ضربات عسكرية لقواعد النظام السوري وميليشيات إيران، وتدريب مقاتلي المعارضة المسلحة.
وتخشى طهران من التحركات الكردية في سورية من انعكاساتها في الداخل، حيث تواجه الحكومة الإيرانية تحركات نشطة من أكراد إيران للمطالبة بإقامة كيانات مستقلة، الأمر الذي تعتبره طهران تهديدا لوحدتها ومصالحها الاستراتيجية.
01 رفض تركي روسي وتهديد بالتحرك
02 تأمين إيران للممرات البرية
03 عداء النظام السوري للأكراد
04 عدم وضوح موقف واشنطن
05 صعوبة إدارة المناطق المحررة