مع مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد أصبحنا أكثر اطمئنانا في تحقيق حلم الوطن ورؤيته، كيف لا ومهندس الرؤية، هو من يقود خطواتها التنفيذية ويباشر قياسها ومتابعة أداء أهدافها. الأحلام الكبيرة والآمال العظيمة تتحقق متى ما توفرت العزيمة والإرادة، وحلم المملكة العربية السعودية أو رؤيتها لعام 2030 هي رؤية ستتحقق لو آمن كل مواطن بتلك الروية ونشر ثقافتها وأسهم في تنفيذها. والأحلام الكبيرة تكون بحجم أصحابها، فيحكي لنا التاريخ أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عندما كان فتى في الستينات الميلادية، صادف أن قابل الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي ومد يده مصافحا، فسأله الرئيس ماذا تريد أن تصبح عندما تكبُر فأجابه دون تردد (أن أكون رئيسا للولايات المتحدة الأميركية).

وولي عهد الوطن -حفظه الله- قد أطلق رؤية الوطن والتي -بإذن الله- ستتحقق. عشنا عقودا من الزمن والناس لا تعرف عن الخليج إلا البترول وكأنه لا هوية لهذا المواطن إلا بآبار النفط، عشنا زمنا فأصبح المواطن حبيسا لهذا الوضع، ولم يستطع التمرد عليه. نرى أننا الأفضل لأننا الأغنى وليس لأننا الأكمل. أصبح كل واحد منا معتمدا اعتمادا كليا على الدولة في كل شؤون حياته. اكتفينا بمشاهدة العالم حولنا وهو يتطور وعشنا يومنا فقط وتولدت لدينا ثقافة عدم الاهتمام بالمرافق العامة والمكتسبات. عشنا تقلبات بين طفرة وشح موارد فلم نهتم. غابت النظرة للمستقبل وفقدنا التبصر بما سيكون وعجزنا حتى عن الأحلام. حتى أشرقت رؤية الوطن وهي رؤية تواجه التحديات وتفرض نفسها كواقع. رؤية ستغير هويتنا لمواكبة العالم المتطور وستفتح آمالا حتى لأولئك الذين تعودوا ارتداء نظاراتهم السوداء. هي رؤيا رآها أحد شباب الوطن فلم يخف حُلمه ولم يقصد شيخا للتفسير ولم يقل أضغاث أحلام، ولكنه آمن أنْ لا مستحيل مع الإرادة، وأن لا صعب مع العمل. أطلق رؤية هي أمانة في رقبة كل محب لهذا الوطن، وهي طوق نجاة لمستقبل مجهول. وأخيرا لنختلف في كل شيء ولكن دعونا نتفق على رؤية (حُلْم وَطَنْ).