بعد عام ونصف كسر سمو وزير التربية والتعليم، الأمير فيصل بن عبدالله، حاجز الصمت وواجه رجال الإعلام للمرة الأولى منذ تعيينه على رأس الوزارة.

ومن بين العناوين التي خرجت بها صحف اليوم التالي لمؤتمر سمو الوزير اخترت رغبة سموه أن نخرج من (موَّال) المناهج. أستأذن سمو الأمير إن قلت له إنني بشكل شخصي لن أخرج، فالمسألة ليست بالنسبة لي – موالاً- يشنّف الآذان. المناهج بالنسبة لي مستقبل خمسة من أطفالي أريد الاطمئنان عليهم قبل أن أرحل. المناهج بالنسبة لي سمو الأمير ليست مقطعا من ابتهال صوفي، بل هي قصة الإعاقة الفكرية التي أخشى منها وإليها وعليها على مستقبل جيل سعودي كامل. المناهج سمو الأمير هي ساحة المعركة مع العقل مثلما هي ساحة السجال التي لم تستطع الوزارة الموقرة أن تتقارب منها بالشجاعة المطلوبة. إذا لم تكن المناهج المدرسية هي صلب العمل الوزاري للتربية والتعليم فماذا تكون إذاً وظيفة الوزارة.

سمو الوزير: في مدخل السنة الحالية يستهل ابني الأكبر مشواره الجامعي وأود أن تكون معنا في مساءات ابني الجديدة. نشعر سمو الأمير أنه مثل الآلاف معه أو من قبله يبدؤون المرحلة من الصفر المكعب. كل ما كان له في السابق مجرد – فك الحروف – من آلاف الحصص الدراسية التي جلس فيها في مسابر التعليم العام، وجميل جداً جداً أنه خرج منها وهو قادر على أن يكتب حروف اسمه باللغتين. هؤلاء جيل رقمي مذهل ولكنهم أيضا أول من يؤمن بحالة الفصام بين ما كان وما سيكون. بين التعليم العام وبين ما تطلبه المرحلة. سمو الوزير: نحن نريد اليوم نظاما تعليميا برأسين. رأس لمن يصرون على – نوتة – الموال القديم ويحاربون ضد التطوير والتغيير ورأس لمن أراد أن يمسك بتلابيب المستقبل. نحن سمو الوزير نطلب مدرستين في الحي الواحد، لأننا نطالب بحقوق كل أسرة أن تختار لأطفالها المدرسة التي تريد. نحن لا نريد أن نصادر حقوق أحد في مستقبل ابنه وفق ما يراه، ولكننا أيضا نطالب الوزارة بألا يصادر هؤلاء حقوق أبنائنا في تعليم نوعي يضعهم على سلم المستقبل. سمو الوزير: لا توجد أمة في الدنيا تردد ذات - الموال – كل صباح إلا نحن. أجمل موال في الدنيا قد يكون – طربيا – ملهما ولكنه سيكون مملا حينما تستطيع الأذن أن تحفظ كل التفاصيل. نحن نريد أن نخرج من الموال ولكن...!!!!!