في العيد تفرح القلوب وتصفو النفوس وتتسابق الكلمات بالتهاني وعاطر العبارات، وفي العيد يبادر الأبناء بتهنئة والديهم مباشرة أو عن طريق الهاتف لمن كان خارج المدينة، وفي العيد يجتمع جماعة المسجد بعد صلاة العيد لتناول طعام عيدهم، يتشاركون فيه، كبارهم وصغارهم في تآلف واجتماع محمود، ولنا وقفات في اجتماعات العيد:

أولا: إحسان النية في اجتماع العيد لينال الأجر من الله تعالى، فمن اجتمع مع جيرانه احتسب ذلك، لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجار، فالاجتماع مع الجيران ومبادلتهم التهنئة وبالسؤال عن أحوالهم والإحسان إليهم كل ذلك مما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، وكذلك فإن من اجتمع للعيد مع أقاربه يحتسب أجر صلة الرحم التي أوجب الله صلتها، نال أجرا عظيما، ويكفي في ذلك أن الله يصل من وصل رحمه ويقطع من قطعها.

ثانيا: أهمية مراعاة عدم الإسراف في مناسبات العيد، وأن يقتصر على الكفاية في الطعام، وكذلك عدم المبالغة في الألبسة، خصوصا ألبسة النساء فإنها تُرهق وتكلّف، وإذا كان الاجتماع فيه كلفة فإنه أدعى إلى انقطاعه وعدم استمراره، ومن هنا يأتي أهمية التوسط في ذلك؛ لضمان عدم الانقطاع.

ثالثا: أن اجتماع العيد إنما هو لإظهار الفرح والسرور، واجتناب كل ما يُعكّر صفاء ذلك الاجتماع مما هو ممنوع شرعا أو مما هو موضع خلاف، سواء على المستوى المجتمعي أو المستوى الأسري.

رابعا: أن اجتماعات العيد دليل على ترابط المجتمع ووحدة نسيجه، وفي ذلك مصلحة اجتماعية، لما في الصلة من تعاون على الخير والبر والتقوى.

خامسا: الحذر من الألعاب النارية، فكم قلبت فرح العيد إلى حزن، وكم آلمت من مستخدم لها، يعرف ذلك أطباء المستشفيات.

افرح بالعيد وافرح غيرك بابتسامتك وصفاء قلبك، ولا تنس صغيرا تدخل عليه سرورا.