الكل يعرف أن الشباب يمثلون الشريحة الأكبر من عدد السكان. هؤلاء الشباب أصبحوا يجيدون اللغة الإنجليزية جيدا، عدا غيرها من اللغات. أسهم في ذلك سنوات من الابتعاث، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي. حتى الشباب الذين لم يحصلوا على فرصة الابتعاث استطاعوا تطوير مهاراتهم اللغوية، خاصة في اللغة الإنجليزية. شبابنا اليوم يتابع بدقة ما يجري في العالم كله، من برامج حوارية، ووثائقية، وإخبارية، ويعرفون الكثير في كافة المجالات. هذا يفسر ظاهرة انتشار المقالات الأجنبية بين الناس والتي تتناول أزماتنا المحلية والخارجية.

ليست كل هذه المقالات والتحليلات ذات مصداقية عالية، ولكنها حتما تحظى بقبول أكثر من إعلامنا المحلي، وإلا لما انتشرت بين الناس. هذا الأمر ليس بغريب علينا فحتى الأجيال القديمة كانوا يلجؤون للإذاعات العالمية في الراديو لأخذ الأخبار الحقيقية. ففي الحروب والأزمات كانت إذاعات مثل إذاعة لندن ومونتكارلو وصوت أميركا وبعض الإذاعات العربية تأسر الناس بمحتواها، ويتناقل الناس تلك الأخبار همسا بين بعضهم البعض.

التاريخ الآن يعيد نفسه، أصبح الكثير يتناقلون خفية الأخبار والمقالات الأجنبية التي تحلل شأننا الداخلي. وأصبحت هناك مواقع متخصصة في ترجمة كل جديد في الصحافة العالمية، ولذلك يجب أن نقر بأن هناك أزمة ثقة بين المواطن والإعلام المحلي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسيطر على انتشار المعلومة في زمن الانفتاح.

نحن مقبلون على حقبة وطنية جديدة نتمنى أن تكون بداية لخطوات جادة نحو المستقبل في كل المجالات. ومجال الإعلام من أهمها، لأنه صوت المواطن. ومن المهم أن يبتعد إعلامنا عن تقديم الرأي الواحد ويختزل المواطنة فيه. عدا ذلك سيبقى فاقدا لثقة المواطن، ولن يكون له أي أثر في تشكيل رأي عام حقيقي.