أحدث عملاق التجارة الإلكترونية «أمازون» ارتباكا في سوق الأزياء الجاهزة، بعدما أتاح خدمة جديدة وهي «جرب قبل أن تشتري»، وتعني إمكانية معاينة المستخدم للبضاعة في المنزل قبل استلامها، وذلك لأول مرة في مجال البيع الإلكتروني.
وذكرت وكالة بلومبيرج أمس أن «أحدث خدمة لشركة أمازون وهي إتاحتها للمستهلكين إمكانية الاطلاع على البضاعة في المنزل قبل شرائها، دفعت أسهم شركة ميسي وشركة نوردستروم، إلى التراجع، فضلا عن الشركة المتخصصة في البيع عبر الإنترنت زالاندو سي، وBoohoo.com، وآسوس بي إل سي، ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الأمازون عن صفقة بـ13.7 مليار دولار لإنشاء سوبر ماركت لجميع البضائع».
زيادة التواجد
ذكر التقرير أن «الأمازون تعمل على زيادة تواجدها في تجارة الأزياء بعد توسيع أعمالها في تجارة التجزئة المادية من خلال أكثر من 400 متجر للبضائع، وفي إطار ذلك استحوذت على العديد من شركات الملابس من شركة رالف لورين في الولايات المتحدة إلى نيكست بلك في المملكة المتحدة، لمواكبة رغبات المستهلكين المتقلبة، وتعزيز منافستها عبر الإنترنت، خاصة مع ازدياد حدة التنافس بين سلاسل الأزياء العالمية مثل إنديتكس، وزارا، وهينيس، وموريتس أب».
ويهدف عملاق التجارة الإلكترونية للقضاء على واحدة من العيوب الرئيسية لتسوق الملابس عبر الإنترنت، عندما يشتري العميل قطعة رائعة رآها عبر الإنترنت، ثم يفاجأ عند استلامها بأنه غير قادر على ارتدائها لأنها ضيقة، لذلك سيرسل البائعون أكثر من مقاس للزبون للتغلب على هذه المشكلة، ولكن هذا يعني الحاجة إلى إعادة القطع الكبيرة جدا أو الصغيرة للمتجر.
استهداف الشباب
قال المحلل في شركة «كريدي سويس» سيمون ايروين فى ملاحظة إن «سويس التى انخفضت أسهمها بنسبة 4.8% الأربعاء الماضي يمكن أن تكون من الأكثر تضررا بسبب شبكتها العالمية المنتشرة».
ويستهدف بائع التجزئة عبر الإنترنت الذي يتخذ من لندن مقرا له الشباب الذين يتأثرون بعلامات تجارية واسعة النطاق مثل أديداس، وأبيركرومبي & فيتش، وهو سوق يمكن للأمازون أن يشغله بشركته العالمية.
وقال ماتياس هانك، وهو مستشار في رولاند بيرغر: إن «خطوة أمازون الجديدة ستشعل المنافسة، بسبب عرضها أسعارا متوسطة ورخيصة من الماركات العالمية، خاصة أن تجار التجزئة والعلامات التجارية يعملون بلا استراتيجية بيعية، لذلك سنجد صعوبة في كسب المال في المستقبل».
وانخفضت أسهم شركة زالاندو فى برلين بنسبة 6.1% الأربعاء الماضي قبل ارتدادها. بعد تركيز أمازون على الأزياء، حيث أصبحت الميزة التنافسية لتجار التجزئة على الإنترنت أكثر وضوحا الآن.
وقال محلل الأسواق في «رك كابيتال» ريتشارد تشامبرلين عن طريق البريد الإلكتروني إن «موضة العلامات التجارية ليس من السهل بيعها على أمازون، كما أن العلامات التجارية لديها الكثير من الوسائل لتحقيق مكانة بارزة تفوق أمازون».
خدمات جديدة
المنافسة تزيد سخونة التجارة الإلكترونية الفاخرة بظهور موقع تسوق جديدة ومنها LVMH، والشراكة بين متاجر التجزئة على الإنترنت فارفيتش أوك المحدودة وناشر مجلة فوغ كوند ناست.
في الوقت الراهن، أمازون هو اللاعب الرئيسي في الولايات المتحدة، حيث جعل بعض المنافسين على الإنترنت مثل أسوس الأوروبية، تكثر من التجارة الإلكترونية للملابس عبر مواقع سلاسل متاجر مثل متجر نوردستروم.
قال بورشو «بالنسبة إلى المتاجر فإن خدمة أمازون الجديدة تشكل تهديدا كبيرا، لأن المستخدمين يمكنهم الوصول إلى تشكيلة واسعة من العلامات التجارية الحقيقية، أفضل من زيارة متجر واحد في مكان واحد، وستكون له الحرية في الاستلام والإرجاع».