كشفت دراسة أعدتها جامعة أكسفورد ونشرت في مجلة «ذا لانسيت»، أن 40 ـ 60% من كبار السنّ يتناولون الأسبرين يوميا، للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولكنها حذرت من أن الأسبرين ربما يؤدي إلى النزف الذي قد يؤدي بدوره إلى الشلل والهذيان والوفاة.
كشفت دراسة أن 40% إلى 60% من كبار السن يتناولون الأسبرين يوميا للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، حيث تعمل الجرعات المنخفضة من مسيلات الدم على تقليل مخاطر الإصابة بالمشاكل القلبية بشكل كبير، خصوصا بين الأشخاص الذي أصيبوا مسبقا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، ولكنها حذرت من أن الأسبرين قد يؤدي إلى النزيف فيعرض كبار السن للخطر.
أعراض جانبية
ذكرت دراسة نشرتها في مجلة «ذا لانسيت» واستعرضتها مجلة time أن «معظم الدراسات كشفت فوائد الأسبرين لمن هم أصغر سنا عن 65 عاما، ولكن مخاطره لم تتم دراستها بشكل مناسب في كبار السن، رغم أن معظم الذين يتناولون الأسبرين حاليا من أجل قلوبهم هم أكبر سنا عن ذلك».
قام بروفيسور في علم الأعصاب بجامعة أكسفورد بيتر روثويل وزملاؤه بتحليل بيانات مأخوذة من دراسة «Oxford Vascular Study» التي تتبعت أكثر من 3 آلاف شخص أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية وتم إعطاؤهم الأسبرين أو أدوية مضادة لتجلط الدم، وبعد 10 سنوات، اكتشف روثويل أن القرحات وحالات النزيف -وهي أعراض جانبية شائعة للأسبرين- كانت أكثر شيوعا بين الذين تزيد أعمارهم على 75 عاما مقارنة بمن هم أقل عن 65 عاما، وعندما يحدث النزيف -الأكثر شيوعا في المعدة أو الجهاز الهضمي- فإنه كان أكثر شدة وحدة في كبار السن مقارنة بمن هم أصغر سنا.
خطر النزيف
أوضحت الدراسة أن «1.5% من الأشخاص تحت سن الـ65 عاما تم تنويمهم في المستشفى بسبب مشاكل النزيف، مقارنة بـ3.5% بالنسبة لهؤلاء الذين تبلغ أعمارهم 75 – 84 عاما، و 5% بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 85 عاما، وكانت مخاطر الإصابة بالشلل أو حتى الوفاة بعد حالة النزيف بسبب المضاعفات أكثر بـ10 أضعاف لدى هؤلاء الذين تزيد أعمارهم على 75 عاما مقارنة بمن هم أصغر سنا».
ويقول روثويل إنه «بالنسبة لكبار السن فإن المخاطر المرتبطة بالنزيف كانت أعلى من المخاطر المرتبطة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، والتي كان من المفترض للأسبرين أن يمنعها».
كبار السن
أضافت بيانات الدراسة أن «الأسبرين آمن ومخاطر تسببه في النزيف بسيطة جدا، ويمكن معالجتها بسهولة، إلا أن هذا الكلام لا ينطبق على كبار السن».
وقال روثويل «من خلال تجاربنا الإكلينيكية فإن الأشخاص الذين يبلغون من العمر الثمانينات أو التسعينات، حالات النزيف لديهم قد تكون كارثية، حيث يمكن أن تؤدي إلى فقد القدرة على الحركة، أو الإصابة بالهذيان، وحتى لو عولجوا لن يسترجعوا نفس مستوى الوظائف الإدراكية».
وكشف التقرير أن «هناك طريقة لإزالة خطر النزيف من الأسبرين، بتوصيف مثبط مضخة البروتون، وهو نوع من الأدوية التي تعمل على تقليل كمية الحمض، وهو قد يسهم في عملية النزيف، والذي تنتجه المعدة، ورغم الدراسات أن هذا النوع من الأدوية قد يقلل من حالات النزيف 90% يتردد الأطباء في إضافة دواء آخر على قائمة أدوية كبار السن».
جرعة يومية
أوصت جمعية القلب الأميركية وفرقة الخدمات الوقائية الأميركية بتناول جرعة يومية من الأسبرين بالنسبة للأشخاص الذين لم يصابوا بأي مشاكل قلبية حتى الآن، وفي المقابل لا توصي إدارة الغذاء والدواء الذين لم يصابوا بأي مشاكل قلبية بأخذ الأسبرين بشكل يومي.
وقال روثويل «إذا كنت تتناول الأسبرين بشكل يومي بعد إصابتك بنوبة قلبية، أو كمحاولة منع الإصابة بالنوبة الأولى، يجب التوقف مباشرة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الإصابة بتأثير ارتدادي الذي بدوره سيكون سيئا على صحتك»، مشددا على ضرورة استشارة الطبيب إذا كان عليك إضافة مثبط مضخة البروتون للوقاية من آثار النزيف الجانبية.