كما وعدتكم أمس أقول وفق ما لدي من معلومات، وبعضها كتبته في مقالات شهيرة عن قطر وإخوان وسرورية المملكة عام (2012، 2013) في صحيفة الشرق.
النظام القطري (منظمة الحمدين) كان هدفه الذي وضع له استراتيجية شاملة ووضع لها آليات تنفيذية دقيقة، كان -وما زال- الهدف النهائي هو إسقاط النظام السعودي، والسيطرة على بلاد الحرمين بالتعاون مع التنظيمين الإخواني والسروري، ووعده لهما بالتمكين معه، ودعم تنظيم الولي الفقيه الذي يشاركه الهدف ويضع آليات مماثلة أو قريبة!!.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف القميء، تحركت (منظمة الحمدين!) سياسيا ودعما ميدانيا على النحو التالي:
أولا: دعمت التنظيمات الإرهابية والأحزاب المعارضة في كل الدول التي أوضحتها أمس، ودعمت في ذات الوقت أنظمة الدول الحاكمة في ذات الدول، تناقض واضح لكنه مدروس وذو هدف، فقد كانت (منظمة الحمدين) تطلب من التنظيمات الإرهابية بالذات التخريب والتفجير في بلدانهم، تحت شعارات وسمات دينية، وتؤكد عليهم أن يقولوا
إنهم قادمون من السعودية أو مدعومون منها، لنشر المذهب الوهابي!! والقضاء على المنكرات وإقامة دولة الخلافة، ثم تدعم الأنظمة الحاكمة للقضاء على هذه التنظيمات، وتطلب منها أن تتخذ موقفا من السعودية عندما تحدد
(منظمة الحمدين) موعدا لتفعيل ذلك الموقف، ونجحت المنظمة كثيرا وأخفقت قليلا في هذه الآلية التنفيذية، لكن اكتشاف بعض الدول لهذا التخطيط أفضى إلى فضائح لم يسترها إلا الإغراق في رائحة حزم البنكنوت للريال القطري والدولار الطاهرين!!
ثانيا: في أواسط النصف الثاني من العشر سنوات الأولى في القرن 21، نجحت (منظمة الحمدين) في إقناع أميركا بأن خيارها الأفضل في المنطقة هو (تنظيم الإخوان!) فهم - كما اعترف حمد الصغير في مكالمته الشهيرة! - براجماتيون وسيخدمون المصالح الأميركية أفضل من الأنظمة القائمة (المتخلفة!! المترهلة!!)، وهم -أي الإخوان- من سيصادق على الحل الذي تريده إسرائيل!!، ولست بحاجة لأن أذكر بالدعم الأميركي للإخوان في مصر خاصة، وما تم التوقيع عليه من مرسي لبيع سيناء إلى الأميركان والإسرائيليين ليتم إقامة دولة فلسطين فيها، بعشرة مليارات دولار، وهذا من أعظم القضايا التي يحاكم عليها الآن، ومعه رموز الإخوان، ثم ما حدث من صدمة لأميركا حين تم إسقاط الإخوان في مصر، وسقوطهم في تونس، وأخيرا تحرك التحالف بقيادة المملكة لقطع يد إيران في اليمن، وتشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وفي مقدمته تنظيم الولي الفقيه، وكل هذا مثبت ومدون!!
ثالثا: تحركت (منظمة الحمدين) في أوروبا لإقناع الحكومات هناك بضرورة إسقاط النظام السعودي، وزعمت أنه مصدر وداعم الإرهاب في العالم كله!!، وإن استقرار المنطقة مرهون بزواله!! ولم تجد المنظمة الاستجابة المطلوبة، فقناعة تلك الدول أن السعودية فيها مناهج وأفكار وتيارات تعد من مصادر الإرهاب والإرهابيين، لكن تلك الدول تعلم أن المملكة تتطور في مناهج تعليمها باستمرار، وأنها كانت أول من عانى من الإرهاب داخلها،
فكيف تدعمه وتحاربه في وقت واحد، كما تعلم تلك الدول يقينا أن الداعم الأكبر ماديا هو تنظيم الولي الفقيه المجرم، كما أن لديها شكوكا حول منظمة الحمدين، لم تصل إلى مستوى اليقين إلا بعد أن هاجمها الإرهاب داخل دولها وبدأت تتبادل المعلومات مع الدول المعنية وفي مقدمتها وأهمها السعودية.
رابعا: عمل التنظيم القطري الحاكم في الدوحة على التعاون مع تنظيم الولي الفقيه، وتسخير جهوده الاستخبارية لطهران، كما عمل على التنسيق والتعاون مع حزب الإخوان، وذلك من خلال عملاء التنظيم القطري في السعودية خاصة وفي دول مجلس التعاون عامة، ومصر، وهؤلاء العملاء هم من رموز التنظيمين السروري والإخواني المنتشرين في مفاصل الوزارات والمؤسسات السعودية والمصرية، وغيرهما من دول المنطقة، وكذلك رموز
تنظيم الولي الفقيه وأتباعهم، وهم جميعا ومن المذهبين مؤثرون وأتباعهم من العارفين بهدفهم قلة، أما الأكثرية الساحقة فهم من المخدوعين والدراويش!! ولذلك نجح هؤلاء الرموز في التأجيج الطائفي داخل المملكة بتعليمات ودعم مادي من تنظيم الحمدين المتعاون باندلاق واضح مع تنظيم الولي الفقيه وأذنابه في دول المنطقة!!
خامسا: سخرت (منظمة الحمدين) قناة الجزيرة المنتمية منذ البداية إلى تنظيم الإخوان وأحزاب البعث والقومية البائدة، للإساءة للسعودية وشقيقاتها في الخليج، والدول العربية وخاصة مصر، حيث ما زالت الجزيرة حتى اليوم تحارب بالأكاذيب رئيس مصر وحكومتها، ومن خلال (قلة الأدب!) التي يجيدها فلول الإخوان المقيمون في أستديوهات القناة في قطر !!
ولا حظوا هنا من الذي يعادي ويشتم النظام المصري وحكومتها (التنظيمان السروري والإخواني من السعودية ومصر ثم المائيون الذين يبحثون عن المصالح الشخصية لدى التنظيمين واليائسون من أن تتحقق طموحاتهم في منصب معالي أو غيره)، وليست الجزيرة هي الوحيدة المسخرة فهناك قنوات وصحف ومواقع إلكترونية وغيرها لذات الهدف، والآن ومنذ أيام بدأت الفضائح تتكشف لتعرية التنظيم الحاكم في قطر، والقادم أشنع وأشد فضائحية، وأعظم صدمة لمن لم يصدق أن التنظيم القطري داعم وصديق للإرهاب، ومتآمر لإسقاط الأنظمة وعلى رأسها السعودية!!. و... وغدا نكمل.