من العايدين ومن الفايزين، وكل عام وعيد الجميع بخيرات ومسرات، ولعل أبرز مفردة تعبر في نظري، عن عيدنا هذا، هي (الاستقرار)، وهذا ما لمسه كل محب مخلص لهذه البلاد المباركة، الذي صافحه وعايده قائد مسيرته، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، في يوم ليلة القدر بمجموعة من الأوامر الملكية، المبشرة بمواصلة السير بكل ما يواكب حياة الناس الداخلية والخارجية في آن واحد.
كزميل، أذكر بكل فخر عمن أعرف من طلبة العلم الشرعي، وفي منطقة مكة المكرمة بالخصوص، أنهم يجددون البيعة لسمو ولي أمرهم، ولي العهد الأمين، الأمير محمد بن سلمان، وأنهم جميعا يعولون كثيرا على سموه الكريم، في تفعيل (المجمع الفقهي في المملكة العربية السعودية)، وتمكين المؤهلين منهم من بيان الأحكام الشرعية في المسائل الفقهية ذات العلاقة بالقضايا المعاصرة ومشكلاتها، وما يجدّ من ظواهر ونوازل، دون تقيد بمذهب معين، وتأمين ما يساعدهم على مواصلة التصدي للفتاوى التي تخالف قواعد الاجتهاد المعتبرة، واستثمار الكفايات الشرعية المؤهلة في البلاد، فمناخ البلاد الشرعي بلا شك هو أحوج ما يكون الآن إلى مبادرات شجاعة، وأفكار طموحة، ومشاريع تطويرية، وكلها متوفرة بشكل واضح في قدرات سمو الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي يشجعني إلى ذكر أن المهتمين بالعلم الشرعي، يحدوهم الأمل في أن يجمعهم سمو ولي العهد جميعا، هم وغيرهم من أهل الاختصاص من كل علم، وأن يكون للفقه والفكر نصيبهما من الخطط، أسوة مع خطط الاقتصاد وتوابعه، من أجل أن تستمر بلادنا مترابطة، ويستمر أهلها في تلاحم، قل أن يكون له نظير.
اختيار ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، سدده الله، لرجل المملكة، و(قائدها الإصلاحي)، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، و(بيعة الصفا) الحميمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وبعده كبار الأسرة المالكة وشبابها، وأهل الحل والعقد، صبت كلها في محيط (الاستقرار) الذي ذكرته سابقا، وأكدت أن هذه البلاد ستظل محفوظة بحفظ الله، سبحانه وتعالى، طالما كان القلب واحدا، والهم مشتركا، والرؤى واضحة، والرضا عاما، والانفتاح على كل الناس، موجودا وحاضرا، وحتما لن تتوقف المعايدات والأوامر المبهجة، وستتبعها على المستوى الداخلي، أوامر مختلفة، وتعيينات مرتقبة، وتطويرات متوقعة، وحتما سيتم تطعيمها بصفة مستمرة بكل ما يحفظ للمملكة العربية السعودية حيويتها، وبكل ما يمكننا كسعوديين من مواجهة أي تحديات محلية وعالمية متوقعة، كما ستتبع الأوامر، على المستوى الخارجي، إطفاءات للنيران المتقدة، وإخمادات للشرر المستطير الذي يبدو برأسه، من جهات مختلفة، وخصوصا من الجنوب، والشرق، والشمال.. عيدكم مبارك.