هل صارت الدراما ورقة سياسية يتم اللعب بها على طاولة هذا السباق الدرامي الرمضاني الذي قارب على الانتهاء؟
هذا السؤال هو الذي يحكّ الرأس بقوة، بعد أن اقترب موعد إسدال ستار الشاشة الرمضانية التي كانت طوال الفترة السابقة، ميدانا لا يهدأ من خلال عشرات الأعمال الدرامية، على عشرات الشاشات.
لم تكن الشاشة الرمضانية في السابق مُسيّسة أبدا، بل إن الذاكرة مليئة بعشرات الأدلة على أن ما كان يقدم على الشاشة الرمضانية في السابق، يتواءم إلى حد كبير مع الروح الرمضانية ولا يخرج عنها، بينما الحال في السنوات الأخيرة على النقيض من ذلك.
أعجبني للغاية، الحديث الذي عرضته إحدى القنوات قبل أيام، مع الفنان الكبير والمحترم عبدالمجيد مجذوب، وكيف أن الرجل كان يتحدث بمرارة بالغة عما يُعرض الآن، وكيف تم تفريغ رمضان من قيمه الروحية، وإحلال كل
مايطلبه المنتجون والمعلنون لا المشاهدون.
الأخطر من رؤية الفنان عبدالمجيد مجذوب حول طغيان المادة على الروح في الأعمال الرمضانية، هو من وجهة نظري تسييس الدراما الرمضانية، إذ صارت ساحة لمعارك التيارات الفكرية وتيارات الإسلام السياسي، ولعلنا شاهدنا أعمالا كثيرة تشير إلى ما يخدم تيارا محددا ضد آخر، مما فرّغ الأعمال الفنية من المحتوى الفني، وأظهرها في شكل خطاب سياسي بارد، لا علاقة له بالدراما.
نعم، قد تدخل السياسة وتتغلغل في حياتنا، لكن ليس إلى هذا الحد الفاضح المفضوح.