بعد موافقة هيئة البيعة بأعلى نسبة تصويت منذ إنشائها، صوّت عليه 31 من أصل 34 من أعضاء هيئة البيعة، صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتعيين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في مهامه وزيرا للدفاع، وقد استقبلنا جميعا هذا الخبر بالترحيب، والقبول، والسعادة، نظرا لثقتنا في القرارات الملكية المدروسة التي تعكس النهج الصحيح والمتزن الذي تسير عليه البلاد، وثقتنا اللامتناهية في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما شهدناه من إنجازات غير مسبوقة تحققت في فترة وجيزة جدا، منذ تنصيب سموه ولي ولي العهد، وإيمانا منا بضرورة بث الدماء الشابة التي تعزز الكفاءة، وترفع مستوى الجودة، وتفتح صفحات جديدة من الازدهار، والرخاء في هذا البلد المعطاء.
كما إن ما يثلج الصدر، هو الفكر الذي يحمله سموه، والذي ينم عن سعة اطلاع، وثقافة واسعة، ويظهر ذلك جليا في التصريحات التي صرح بها سموه، منها: «لا نريد أن نضيع حياتنا في الدوامة التي كنا فيها طوال الـ30 سنة الماضية، التي سببت التطرف والإرهاب، لقد ولى زمان تلك الحقبة». هذه الكلمات تحمل في مدلولها عمقا فكريا واضحا، ونظرة بعيدة حكيمة، وإيمانا بالتغيير، والتطور؛ فالدول المتقدمة، تتطور، وتغير، لا تتباكى على حقبة الزمن القديم، وتتشبث بكل ما فيه.
وقد تهافت الشعب السعودي على تقديم البيعة لسموه بكل الطرق الممكنة، فالغالبية المطلقة منهم قدم البيعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن استطاع منهم بايع بالطريقة الرسمية في الذهاب إلى القصر، وتقديم البيعة لسموه مباشرة.
وما أردت قوله، هو أن الطريقة الشرفية التي تمت بها مبايعة سموه عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي «تويتر، واتساب،...إلخ» هي الأكثر، فلا تكاد تجد أحدا لم يبايع عن طريقها حتى الذين قدموا البيعة بأنفسهم بالطريقة الرسمية، مما حدا شركات الاتصالات السعودية من ابتكار وسيلة لتقديم البيعة عن طريق الرسائل النصية.
إن طريقة المبايعة الشرفية غير الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي، وواقع عدم وجود إلا طريقة رسمية واحدة ذكرتها آنفا، لأمر يحتاج منا إلى إعادة نظر، فلا يمكن أن يقوم الشعب كافة، بتقديم البيعة الشرفية بالطريقة الرسمية المتاحة، وذلك لاستحالة استقبال كافة الشعب في القصر، وتلقي البيعة منهم، كما لا توجد أي دولة في العالم تعتمد التصويت أو المبايعة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
عليه؛ إننا بحاجة إلى إيجاد طرق رسمية أخرى لتقديم البيعة الشرفية من المواطنين، وذلك بسن إجراء أو نظام ينص على الطرق الرسمية لتقديم البيعة الشرفية منهم، ولا يمنع ذلك من جعلها عبر وسيلة معتمدة إلكترونية، سواء كان ذلك باعتماد برنامج يتم استخدامه بكل سهولة عن طريق الهواتف المتنقلة، أو موقع معتمد يتم فيه تقديم البيعة الشرفية لمن تمت الموافقة علية من هيئة البيعة، وصدر تعيينه بقرار ملكي، وبهذا يمكن حصر عدد المبايعين رجالا، ونساء، ولنثبت للعالم أجمع أننا دولة مؤسسات، وقانون، فتتم المبايعة الشرفية من المواطنين، وفق طرق معتمدة، ورسمية.
نحن بلا شك نشكل الآن أكثر مما مضى ثقلا واضح في العالم الإسلامي، والعربي، والعالم أجمع؛ وينظر إلينا الجميع نظرة احترام، وتقدير، وتتخذ كثير من الدول منا قدوة لها، فالواجب علينا ابتكار طرق تنظيمية جديدة ومرتبة، حتى نعود أنفسنا، والأجيال القادمة على اتباع الإجراءات والنظم، وسنصل بحول الله تعالى عبر قيادتنا الرشيدة إلى مصاف الدول المتقدمة.