اليوم، أود أن أهنئ الوطن والمواطن بولي العهد الشاب الطموح الديناميكي الأمير محمد بن سلمان، مهندس وصانع رؤية السعودية «20/30»، التي ستحقق للمملكة نقلة نوعية ضخمة. فهو ذلك الشاب الفارع طولا، والضخم عقلا، والفخم حضورا، وهو الذي منذ أن ظهر في سدة المسؤولية قبل وقت قريب، وهو يحصد إعجاب معظم المتابعين والمحللين ورؤساء وكبار مسؤولي دول العالم، أما فخامة، وقوة حضور شخصيته، وتوقد ذهنه، وعمق فهمه، وسعة أفقه، فقد تجلت في حواراته المتلفزة وتصريحاته، وزياراته المتعددة المتكررة لدول العالم، ولقاءاته برؤساء دولها وكبار مسؤوليها، الأمر الذي جعله -وما زال- يحظى باحترام وطني ودولي واسعين. ففي الداخل -على سبيل المثال- يتحدث بعض الوزراء وكبار المسؤولين عن براعته في الإدارة والحزم والحسم، وقدرته النادرة على اتخاذ القرار، بعد أن يستشير مختصين في شتى المجالات، وسعة صدره للحوار والاختلاف، واحترام الرأي الآخر المختلف، وتبنيه متى ما كان هو الأفضل، واهتمامه الشديد جدا بالتخطيط المدروس بعمق، وإصراره على التنفيذ الدقيق، وحرصه على الرصد ومتابعة نتائج التخطيط في مراحل تنفيذه، ورؤيتها حية تتحدث عن نفسها بنفسها على أرض الوطن، فهو قرر وطلب من الوزراء وكبار المسؤولين المعنيين تقديم تقارير تفصيلية عن خطوات التنفيذ لما تمت دراسته ودونت خططه وآلية تنفيذه التي تم الاتفاق عليها مسبقا، أسبوعيا وشهريا ودوريا، أمام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ثم إبلاغ المواطنين بما يهمهم معرفته، ومن حقهم على الحكومة إعلامهم به، وهذا الوصف والكلام والثناء الذي يقال في المجالس والتجمعات، وبعضه ينشر، وما يلاحظ من نشاط الأمير وحيويته وحضوره، أفضى إلى انتشار موجات من الإعجاب بين المواطنين، والتقدير، والإكبار، ليس لأن الأمير محمد بن سلمان أصبح يمثل رمزا كبيرا فعالا متوقدا متوثبا للشباب السعودي الناهض فقط، بل لأنه يعتبر رمزا مضيئا للتحول الوطني إلى مرحلة مختلفة تماما، مبشرة، متقدمة، تبعث في النفوس الاطمئنان على مستقبل الوطن سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وحضورا دوليا، واللحاق السريع بركب العالم المتقدم تحضرا، وانفتاحا، وديناميكية، وسعة أفق، وعمق وعي، وروعة تعايش بين أطيافه وفئاته. إننا مع ولي العهد الشاب أمام صناعة وطن متطور متغير، مواكب للتطور والتغيير السريعين في عالم اليوم، وقد تجلى ذلك في سرعة وجرأة اتخاذ القرارات السياسية، والاقتصادية، والإصلاحات بِسنّ أنظمة جديدة، أو تطوير وتغيير أنظمة موجودة في مجالات اجتماعية كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالمرأة، والطفل، وشؤون الأسرة، ومتطلبات العيش والحياة، وكل ذلك يجيء منسجما مع خطة الرؤية، ومع التوقيتات الزمنية لتنفيذها. وللحق والتاريخ، فهذه أول مرة يكون لوطننا فيها رؤية مستقبلية، وفق استراتيجية واضحة معلنة، لمدة طويلة نسبيا، مختلفة شكلا ومضمونا عما تعودناه من خطط خمسية تقليدية، أو خطط آنية قصيرة المدى، قاصرة الاستشراف للمستقبل. إنني أهنئ الوطن الحبيب بولي عهده الجديد، الذي دعا أو تمنى له ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- قائلا له: «إن شاء الله تحكم أرضك»، وذلك بعد أن تشرف سموه بأداء القسم بين يديه، عقب تعيينه وزير دولة، عضوا في مجلس الوزراء منذ سنوات، ولقد تحققت دعوة أو أمنية الملك الرائع المحبوب «أبو متعب» على يد الملك الحازم المضيء سلمان بن عبدالعزيز، فالأمير الشاب هو ملك السعودية القادم بعد عمر طويل لوالد وصديق الجميع، المحبوب «أبو فهد» حفظه الله. وإذ أهنئ الوطن بولي عهده الشاب، فإن التاريخ، والشعب السعودي، والعالم، لن ينسوا الدور الرائد للأمير محمد بن نايف، في حفظ أمن الوطن، ومكافحة الإرهاب، وتطوير وزارة الداخلية، ووضعها في صدارة التحول إلى الحكومة الإلكترونية، فضلا عن المنجزات الكبرى التي تحققت لمختلف القطاعات التابعة للوزارة، وفِي مختلف المجالات، منذ أن كان سموه مساعدا لوزير الداخلية إلى أن ترجّل عن جواد الإنجاز وليا للعهد ووزيرا للداخلية، صباح أمس، وهو صباح شهد موقفا تاريخيا للأمير محمد بن نايف، وهو يهنئ أخاه ولي العهد بالمنصب الجديد، ويشد من أزره، ويدعو له بالعون والتوفيق، في مشهد ألجم المشككين المتوهمين، والكارهين للمسيرة السلسة في انتقال السلطة، واختلاق حكايات وأكاذيب عن فجوات خلاف، وسلبية علاقات، بين أفراد الأسرة المالكة، فجاء موقف محمد بن نايف، واللقاء الحميمي بين الرجلين الكبيرين، تأكيدا واضحا علنيا لما نعرفه كسعوديين عن متانة العلاقات بين آلِ سعود، وما شهدناه وعشناه ماضيا وحاضرا وستشهده وتعيشه الأجيال القادمة مستقبلا، من انتقال سلس هادئ للسلطة من رمز وطني إلى رمز وطني آخر، بل وبمحبة ومودة، وإحساس ووعي واضحين جليين بأن مصالح الوطن العليا، والحفاظ على تمتين قاعدة وبناء بيت الحكم تأخذ الأولوية المطلقة عند كل أمير من أسرة آلِ سعود رجالا ونساء، وكبارا وصغارا، ومن هنا اكتسبوا مع الزمن، محبة الغالبية من الشعب، ونالوا احترام وتقدير جميع الشعب، المحب والكاره، ومن بقي على الحياد، فالجميع يدركون أن الأسرة المالكة هي الضامن الوحيد -بعد الله- لاستمرار وتكريس وحدة الوطن الذي يعد شبه قارة جغرافيا، وله تجاربه التاريخية في أدواره الثلاثة، وهي تجارب فيها من العبر ما يجعل الأسرة المالكة، والشعب السعودي، يصرون على عدم تكرار سلبياتها المريرة، واستثمار إيجابياتها الجليلة في تعزيز الحاضر، وتأسيس وتكريس ضمانات المستقبل، وتطوير وتغيير القوانين والأنظمة التي تحقق طمأنينة الحاضر والمستقبل، مثلما حدث أمس القريب، واليوم الحاضر، وما سيحدث في المستقبل القريب والبعيد، لنظام هيئة البيعة كمثال مهم جدا، إذ يعد دستورا داخليا لأهل بيت الحكم، يمكّنهم من اختيار الكفء الصالح للحكم، بغض النظر عن سنّه، أو ترتيبه في سلسلة العمر لأبناء وأحفاد المؤسس. ومثلما هنأت الوطن والمواطنين بتعيين ولي العهد، فإن الأمير الشاب الآخر عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية يستحق التهنئة بالثقة الكريمة، وهي ثقة مبنية على خبرة الأمير التي اكتسبها من خلال مرافقته وملازمته سمو الأمير محمد بن نايف، خلال سنوات مضت، وحتى تعيينه وزيرا صباح أمس.
أدرك أن مسؤوليات القادة الشباب كبيرة، وخطيرة، وثقيلة، ومتعبة، ومصيرية، لكني أعرف أن الثقة فيهم أكبر، وأشعر أن الاطمئنان لوعيهم عميق، وألمس أن التقدير لطموحهم وقدراتهم وكفاءاتهم بالغ، وأثق أن التطلع بهم ومعهم إلى المستقبل كبير، فهم لاشك عندي حريصون، فاعلون، متحمسون، جادون، في النهوض بوطن مكتنز بتكريس الأمن، وتمتين الوحدة، وتجويد الاستقرار، وسرعة التطوير، وجسارة التغيير، ووضعه في مكانة ومكان أرفع على منصات النور والاحترام والثقة والإكبار والقوة، و…، و...، والهيبة.